خولة العرموطي والعالم كله تغيّر
يوسف عبدالله محمود
07-08-2020 12:33 AM
حاوِل جَسيمات الأمور ولا تقُل إنّ المحامِدَ والعُلا أرزاقُ
في مقالتها "الانتخابات والدروس المستفادة من أزماتنا" والمنشورة مؤخراً في عمون الإلكترونية دعت الكاتبة المرموقة خولة العرموطي إلى إحداث تغيير حضاري يطال جميع مفاصل الحياة في هذا الوطن. طالبت بالنزاهة والالتفات إلى الأزمات التي يعاني منها هذا البلد. وهي أزمات يمكن تفريجها بالجهد الصادق الذي يمارسه كل مسؤول أنّى كان موقعه لا بالاتهامات العشوائية.
حين تقول في مقالها "العالم كله تغيّر" فإنها تتطلع إلى نهج غير تقليدي في إدارة الأزمات والخدمات المقدمة للمواطنين. يجب أن يكون هذا النهج وفق ما ينادي به جلالة الملك عبدالله الثاني الذي طالما قال "الإنسان أغلى ما نملك" مقولة نبيلة ردّدها قبله جلالة الملك الحسين بن طلال – طيب الله ثراه.
وفي تطرّقها إلى الانتخابات النيابية القادمة دعت إلى "نهج غير تقليدي" في الانتخابات. نهج حضاري يبحث عن الممثل الحقيقي لهذا الشعب الذي يشعر بهموم المواطن وأوجاعه واضعاً ذلك في أولوياته.
تطرقت بنت هذا الوطن إلى ضرورة نيل المرأة حقوقها الإنسانية.
وهنا أودّ أن أشير إلى الحوادث المؤسفة التي بتنا نسمع عنها من اعتداءات تطال أمهات وشقيقات على يد أقرب الناس إليهن. أي عقوق وصلنا إليه!
وهناك أيضاً حوادث "الانتحار" التي كثرت على نحو غير مسبوق.
بالطبع فإن المنتحر ذكراً أم أنثى هو إنسان أو إنسانة أسْلَمهم ضيق الحال إلى إزهاق روح إنسانية حرّم الله إزهاقها بغير حق.
دعونا يا قوم نتمسك بالصبر ونحن نواجه الأزمات. ألم يقل سبحانه وتعالى: "وبشّر الصابرين".
مَرّة أخرى أحيي الكاتبة خولة العرموطي التي طالبت بنقلة حضارية أسوةً بالشعوب الأخرى المتحضرة في العالم.
أثمّن دعوتها إلى ضرورة عدم "اغتيال الشخصيات" وتجريحها.
هذا "الاغتيال" بات مع الأسف شائعاً. وبصدق أقول وراءَه نوايا غير شريفة.
النقد النزيه لا يغتال إنسانية الإنسان.
النقد النزيه لا يغتال الشخصية. هو يحاور صاحبها بالتي هي أحسن. نقده يكون موضوعياً بعيداً عن النزعة الانتقامية كما تمارَسُ هذه الأيام.
خولة العرموطي وكما أتابع كتاباتها تنأى بنفسها عن القدح أو التشهير بشخصية هذا المسؤول أو ذاك كما يفعل البعض إيماناً منها بأن "الإصلاح" لا يتم إلا بالكلمة البنّاءة البعيدة عن "الشّخصية" أو الاغتيال.
دعونا ونحن نتصدّى لمشاكلنا وهمومنا نبحث أولاً عن مُسبّباتها. دون ذلك لن نحسم أزماتنا التي نواجهها.
تُرى هل نفعل؟
هل نتحلّى بالعقلانية البعيدة عن "التنظير" الذي عانينا منه الكثير.
الوطن بحاجة إلى "الشفافية" فعلاً لا قولاً.
نَعيبُ زماننا والعيبُ فينا وما لِزماننا عيبٌ سِوانا