نصائح لمساعدة طفلك على النوم
06-08-2020 10:51 PM
عمون - تواجه الأمهات صعوبة في التعامل مع الرضيع حديث الولادة، لا سيما إذا كان الطفل الأول، لكن الأكثر صعوبة هو الرضيع كثير البكاء، صعب الإرضاء، ذلك لأن لغة التواصل معه مفقودة بصورة كبيرة.
إلا أن ثمة دراسات جديدة أسهمت في شرح كيفية التعامل مع الرضع الذين يمكن وصفهم بكثيري الطلبات والاحتياج العاطفي.
مسببات البكاء الرئيسية
قبل الشروع في الحكم على الرضيع بأنه مزعج وكثير الطلبات، يجب استبعاد مجموعة من مسببات الإزعاج للرضيع كثير البكاء، أهمها المغص وارتجاع المريء والجوع والبلل وضيق الحفاض والشعور بالاستياء من درجات الحرارة، وهي أكثر المسببات شيوعا لبكاء الأطفال الرضع في عمر أقل من شهرين، وبعد التأكد من أن الرضيع لا يعاني من أي أمراض أو آلام يمكن التعامل مع بكائه وطلباته.
ربما ترينه مزعجا وكثير الطلبات، لكنه في الحقيقة شديد الاحتياج لأمه، فقد تضمنت الدراسات أبرز الصفات التي تظهر على ذلك الرضيع، من بينها أنه يبدو حادا وصعب الإرضاء، ويستنزف طاقة والديه، ولا يكتفي أبدا من العناق والهدهدة، كما أنه يحتاج إلى الإرضاع بشكل متكرر وليس بدافع الجوع، وكثيرا ما يرفض هؤلاء الأطفال اللهاية كبديل للرضاعة الطبيعية، لأن الرضاعة تمثل لهم التصاقا جسديا وحنينا، في حين تجعله اللهاية وحيدًا، وهو عكس احتياجه العاطفي من اللمس والعناق.
ويواجه هؤلاء الأطفال صعوبة في النوم حتى مع الشبع، إذ يستيقظون عدة مرات للرضاعة ليلا، ولا ينامون ساعات طويلة متواصلة بسهولة، وذلك لأنهم بحاجة للتواصل ليلا، وتكمن المشكلة في أنهم يعبرون عن احتياجهم بصراخ عال وهستيري وبشكل حاد، وهو أمر شديد الإزعاج للأبوين.
والمؤسف أن هؤلاء الأطفال مع كل محاولات العناق والتهدئة هم غير سعداء، ونادرا ما يبتسمون رغم كل هذا الجهد المبذول تجاههم، ومن الصعب توقع متى وكيف يهدؤون أو يصرخون، ومن أبرز العلامات لهؤلاء الأطفال أنهم يرفضون وضعهم على سرير أو كرسي أو الانفصال عن الأم بأي صورة.
مشكلة معقدة لها عدة حلول
قد تظن بعض الأمهات أن الحل في هذه الحالة مستحيل، أو أن كل الأطفال يعانون من المشكلة نفسها، لكن على العكس، هناك العديد من الأطفال لديهم القدرة على تهدئة أنفسهم، ولذلك فقد وضعت بعض المؤسسات المعنية بالأم والرضع بعض الوسائل لتهدئة هذا النوع من الأطفال.
لكي تفهم الأم حالة هذا الطفل، عليها أن تدرك أن ابنها قد قضى 9 أشهر في ظلام دامس بمكان محدود، وتفاجأ بالولادة والأضواء والأصوات الصاخبة، سواء كان يعاني من التأقلم أو الفزع، لكنه بلا شك هو الطرف الضعيف في هذا الموقع، لأنه فاقد القدرة على التعبير ويحاول الاستغاثة بوسيلة واحدة لا يملك غيرها، وهي البكاء، وهو أول ما يجب أن تعرفه الأم المرهقة من شدة الاعتناء بهذا الطفل، بعد تهدئتها ودعمها يمكنها تجربة العديد من الطرق التالية لتهدئته:
كرسي أطفال
يهدأ بعض الرضع بالحركة، فقد يصبح التأرجح وسيلة جيدة لطمأنتهم، ويتوفر في الأسواق حاليا العديد من كراسي الرضع التي تدعم جميع درجات الاهتزاز؛ الخفيف وصولا للتأرجح، فيمكن الاستعانة بأحدها وتجربتها بالمتجر لمعرفة أي نوع يناسب رضيعك، كما أن بعضهم ينام بمجرد وضعه في مقعد السيارة أو مع بداية القيادة.
التقميط ورعاية كانجارو
قد يحتاج بعض الرضع إلى الشعور بالأمان بعد ولادتهم، ولأن مساحة رحم الأم مختلفة عن العالم الخارجي الواسع، فإن التقميط (لف الطفل بقطعة قماش خاصة تحيط بجسمه كله تقريبا وتبقي الرأس بالخارج) يعد حلاً جيدا ليس بسبب الشعور بالأمان فحسب، بل لأن تكرار حركة اليدين والرجلين قد يتسبب في زيادة انتباه الطفل ونشاطه، ومن ثم فقدان رغبته في النوم.
لذلك تقوم الأم بالسيطرة على الحركة المستمرة بالتقميط ولف الطفل بإحكام لتقليل حركة الأطراف، وهذه الطريقة قد تصبح مجدية في الشهور الأولى فقط للرضيع، ولا يجب اتباعها سوى عند النوم لترك حرية الحركة للطفل خلال ساعات النهار، كما يمكن حملهم بطريقة كانجارو وملامستهم بالعناق من خلال حمالات كانجارو مخصصة للرضع ليشعروا بالأمان والارتياح.
الضوضاء البيضاء
يشترك بعض الرضع في الشعور بالراحة والاسترخاء أثناء سماع الضوضاء البيضاء، وتتمثل في أصوات تشبه الغسالة ومجفف الشعر وشفاط الهواء وأصوات أمواج البحر وتساقط المطر، وهي متوفرة باسم الضوضاء البيضاء على العديد من المنصات الإلكترونية، وكذلك متاجر التطبيقات البرمجية.
وتعتمد تلك الضوضاء على الرتابة الهادئة التي تغرقك في النوم بمجرد التركيز مع تلك الأصوات المتكررة، وهي مفيدة للبالغين أيضا وتساعدهم على النوم.
كل طفل له طريقته الخاصة في الوصول إلى حالة الهدوء، فقد تستغرق عملية التعرف على العالم الجديد بين أسبوع و100 يوم، حتى يستطيع الطفل التأقلم على هذه الحياة الجديدة، خلال تلك الفترة يجب أن تحصل الأم على الدعم المعنوي والنفسي اللازم لها لمواصلة تلبية احتياجات رضيعها التي قد تحد من قدرتها على النوم الجيد، وأخذ قسط طبيعي من الراحة، لاستمرار قدرتها الجسدية والنفسية على تهدئة الطفل.