facebook
twitter
Youtube
Ammon on Apple Store
Ammon on Play Store
مواعيد الطيران
مواعيد الصلاة
rss




لبيروت


فيصل سلايطة
06-08-2020 06:18 PM

ماذا حل بكِ يا بيروت ؟

ماذا حل بجمالك و سحرك ؟

ما بك تبدين متعبة , حزينة و مستهلكة ؟

انهضي يا بيروت و اقذفي كل من آذاكِ إلى أقاصي بحرك , ارميهم و دمريهم , لا تتركي لهم منفذا من غضبك الساحق .

أنت تستحقين السلام يا بيروت , تستحقين أن يأتي إليكِ الناس من كل نواحي الارض لأنّك أنتِ و الجمال وجهان لعملة واحدة يا بيروت.

يا بيروت لا تدعيهم يجتاحون ترابك المخملي , و بحرك الفيروزي , لا تسمحي لهم بأن يسكتوا موسيقاكِ البديعة و أن يكتموا ضحكاتك الرنّانة.

كان يقال في السابق أن لبنان على وشك الانهيار , أمّا الآن فللأسف قد انهار لبنان , فحتى بحره لم يسلم من الفساد و الخراب و التدمير , في هذا العالم، و في شرق آسيا بالتحديد نجد دولا كثيرة تضم طوائف عديدة قد يصل تعدادها للمئات و قليلا ما نسمع عن اقتتالات داخلية بينها , لكن ما يحدث في لبنان أن الاقتتال الداخلي و المحاصصة قد نهش منظومته من الداخل , فالوطن اللبناني أصبح أشبه بالمزرعة المقسومة بين ورثة مختلفين على حصصهم و الفاسد من يقتطع أكثر و في نهاية المطاف يحصد الألم الشعب المسكين المقتول و المشرد.

الحل الوحيد للمعضلة في لبنان هو اقتلاع المنظومة الفاسدة عن بكرة ابيها , من أصغر موظف يقبض رشوة ليستطيع المراجع مقابلة المسؤول , إلى أفسد شخص يبيع أبناء وطنه ويورّد لهم سلاحا يقتلهم و يبيدهم , لا حلولا لسلام بيروت سوى هذا الحل , فأيّ فرضيات أخرى ستكون حلول مؤقتة و ترقيعية.

إن اخذنا جولة سريعة في القارة الافريقية سنجد و نذهل بأنّ أكثر الدول الافريقيّة التي مزقتها الحروب الاهلية و الاقتتالات تصعد الآن على سلم النهضة و التنمية بشكل متسارع , ألم يحن للبنان أن يضمد جراحه و يستفيق من حمّة الفساد.

والسؤال الأكبر ألم يشبع الفاسد و يملأ جيوبه من قوت الجياع ؟

ألم يشغّل أقاربه في المناصب و يعطيهم رواتب مضاعفة عمّا يستحقون ؟

ألا يستطيع الفاسد أن يشتري قصورا فخمة في كل أنحاء العالم و يغرب بوجه إليها ؟

إذن لِمَ لا يغادر و يترك الشعب الذي لم يفقد الأمل بالرغم من الألم, ليزرع الورد في أعماق القنابل ؟

أو أن بطون الفاسدين لا تمتلئ مهما عجّت بصرخات الجياع, وعقولهم لا تشفى من خطط الغدر مهما غزاها أنين المتألمين ؟

ما يؤلم أكثر أن للفاسدين هالة من المشجعين الذين يقتاتون على فتات النقود التي يرميها لهم الفاسد و يغذي بها جشع نفوسهم , هؤلاء قد يخربوا أوطانهم أكثر من الفاسدين , لأنّهم يقفون دائما في وجه الحرية و الكفاح لضمان بقاء زعيمهم على كرسي الدم الاسود , و دائما ما يحرفون القضايا نحو الزوايا الطائفية و يلعبون على وتر العنصرية ليفرقوا الشعب تحت مظلة متشابكة من سرطانات الزعامة.

الآن هو الوقت المناسب لأن يثور اللبنانيون على الغدر و الفساد بكل ما أوتوا من قوة , عليهم أن يقتلعوا شوك وطنهم بتشابك أيدهم , و يضربوا في التمسك بالأمل أروع الامثلة للعالم بأسره.

وفي النهاية نرسل لبيروت كل الحب و السلام آملين أن نرى الضحكة تغزو ملامحها في القريب العاجل.





  • لا يوجد تعليقات

تنويه
تتم مراجعة كافة التعليقات ،وتنشر في حال الموافقة عليها فقط.
ويحتفظ موقع وكالة عمون الاخبارية بحق حذف أي تعليق في أي وقت ،ولأي سبب كان،ولن ينشر أي تعليق يتضمن اساءة أوخروجا عن الموضوع المطروح ،او ان يتضمن اسماء اية شخصيات او يتناول اثارة للنعرات الطائفية والمذهبية او العنصرية آملين التقيد بمستوى راقي بالتعليقات حيث انها تعبر عن مدى تقدم وثقافة زوار موقع وكالة عمون الاخبارية علما ان التعليقات تعبر عن أصحابها فقط .
الاسم : *
البريد الالكتروني :
اظهار البريد الالكتروني
التعليق : *
بقي لك 500 حرف
رمز التحقق : تحديث الرمز
أكتب الرمز :