في لقاء مع أحد كبار التجار ، رجل عاش في كنف والده يتعلم منه ويراقبه عن كثب ، يصنع ثروة من المال والتجارة الممتدة ، لكن هذا التاجر الواثق من نفسه هو الوارث للحرفة من معلمه الذي كان حريصاً جداً أن يترك ملايين الدولارات في يد تتقن الحفاظ عليها وتنميها وتمتلك الحرفة على أصولها.
ليدور حديث شيق مع هذا الرجل المتمسك بمنظومة القيم والأخلاق الموروثة ، تحدث بمرارة الشعور بالمسؤولية اتجاه ما يعيشه شبابنا من ضياع للبوصلة ، فعندما تفقد الجاذبية خصائصها وتنقلب الأقطاب فيصبح السالب محل الموجب ، وعندما يروج للفاشل والمستهلك بأنه المطلوب ويكرم الغشاش بدل المجتهد ويكافئ سارق الأفكار ويحارب صاحبها ، عندما يشعر الفرد بأنه من الأفضل له أن ينسلخ من كل ما هو معلق به ليخرج بعدها بلا هوية أو انتماء ، هذا كله خرج بحرقة كأنه صليات بندقية يحملها محارب يدافع عن وطنه ضد الأعداء ....
لقد بدأت علامات استفهام كبيرة على حياتنا اليومية منذ هجرنا الحرفة وابتعد عنها الجميع ، تاركين ثروة حقيقية لم ندرك أهميتها ، فمنذ عهد الأنبياء ونزول الرسالات السماوية كانت الحرفة ترافق الأنبياء ، النجارة والغزل والحياكة والحدادة والبناء وغيرها لتحمل معها أهمية كبيرة في مفهوم العمل المرتبط بالإنتاجية لسلعة معينة يحتاجها الناس في حياتهم ، وأن القدرة على توفير كل ما تحتاج إليه لحياة كريمه من خلال ما تنتجه أو ممكن أن تتبادل به ، يجعل منك صاحب عفه محمية وقويه أكثر من غيرك ، فالكثيرون ممكن أن تقهرهم ظروفهم الاجتماعية والاقتصادية ليخضعوا لسطوة التسلط ويخسروا عفه حياتهم وكرامتها من خلال تخليهم عن العديد من مقومات وأعمدة حياتهم التي وهبها الله لهم للآخر المستبد.
وللوقوف على مفهوم الحرفة ببساطة هو امتلاك الفرد القدرة على إنتاج سلع أو منتجات تمكنه من تحقيق الدخل المادي الذي يمكنه من العيش .
ولمعرفة أهمية الحرفة فهي بداية الطريق لمهنة تجمع فيها مجموعة مهارات عالية تمكنك من الوصول إلى حياة أفضل.
إن القدرة على الاكتفاء الذاتي من خلال خبرة بسيطة وتدريب لفترة قصيرة ، تمتلك به حرفة ذات قيمة مضافة تمكن الفرد من تذوق ثمار العفة، فمفهوم العفة هو ثمرة من ثمار الإيمان بالله وغرس الفضائل والمحاسن في المجتمعات ، فهي المروءة والعفاف والنزاهة والطهارة في النفوس ، هكذا نستطيع فهم هذا المكون وأهميته في صناعة المستقبل للأجيال وحمايتهم.
أسعد نفسك بامتلاك حرفه تحميك وتجعل من نفسك عفيفة وروحك طاهرة ، انتاجك اليوم هو دفاعك عن روح الوطن ووقوفك اليوم في صف الوطن هو انتصاره على محور الشر في هذه الدنيا .
شبابنا يا مشاعل الأمل ، في ظروف صعبة واستثنائية جدًا، نحن جميعًا أمام تحديات يجب أن تحول إلى فرص ، لتكون بداية التفكير الإيجابي، كيف نريدها أن تكون حياتنا ؟؟ ومن يبدأ العمل....
حمى الله الأردن ومليكه وولي عهده وعاش الشباب.