كلمتان ثقيلتان بالميزان ولا يمكن السماح بالمساس أو العبث بهما.
أهمية المعلم تفوق كل التعابير لكنها لا يمكن أن تتفوق أو تعلو عن أهمية الوطن بالشرعية لقول الرسول الكريم (ما أطيبَكِ من بلدٍ وأحبَّكِ إليَّ، ولولا أنَّ قومي أخرجوني منكِ ما سَكَنتُ غيرَكِ ) وعليه فالوطن له مقام الأم التي وجب علينا محبته ورعايته وعدم التفكير بالمساس به أو بأمنه كونه هو المكان الذي يمكن أن تجد به كرامتك و تطالب من خلاله بجميع حقوقك و مكتسباتك المدنية والسياسية ومن هنا فيمكن للمعلم والجندي والمهندس والجميع بالمطالبة بكافة حقوقهم مثل حق الإنتخاب وحق امتلاك الأراضي وممارسة شعائره الدينية وعاداته و تقاليده وأمنه والزيادات بالأجر وغيرها من الحقوق الشرعية الأخرى بما لا يتجاوز أو يتعارض مع استقرار وأمن الوطن.
( قُم لِلمُعَلِّمِ وَفِّهِ التَبجيلا
كادَ المُعَلِّمُ أَن يَكونَ رَسولا )
لا يوجد قامة وطنية يمكن الارتكاز عليها أكثر من المعلم وكذلك لا يمكن أن يكون هنالك مثالاً يقتدى به أشرف من مثال المعلم للوقوف الى جانب الوطن وخصوصاً بهذه الفترة العصيبة التي يمر بها الأردن حالياً لمواجهة ومحاربة فيروس كورونا المستجد وللحفاظ على سلامة وأمن المواطنين والوطن.
لا يمكن أن يكون المعلم هو التربوي والقصاص بنفس الوقت، كنت أتمنى من ادارة مجلس نقابة المعلمين التروي وعدم المطالبة بأي شروط حاليا وخصوصا بعد موقفهم النبيل من تقديم التبرع المالي لصندوق ( همة وطن ) والذي كان مثالا للمعلم التربوي ولطلابنا و ابنائنا وعدم الضغط على الدولة حاليا حتى تتمكن من تخطي هذه المرحلة بسلام واستخدام بعد ذلك الطرق الشرعية لمناقشة حقوقها و مكتسباتها.
أقول وأنا أعلم علم اليقين بأننا وجميع اخواني واخواتي المعلمين والمعلمات سنقف بخندق واحد لمواجهة اي فرصة قد تكون مناسبة لأي غزو فكري أو معنوي يمكن أن يستغل لبث الفوضى وعدم استقرار أمن الأردن الحبيب.
"لا قوة تعلو فوق سلطة القانون"
مع الوطن والمعلم.