8 علامات لاكتئاب الأطفال لا يجب تجاهلها
04-08-2020 09:15 PM
عمون - هل يبدو طفلك حزينا بشكل غير عادي أو سريع الانفعال أو هادئا بشكل ملحوظ؟
الشعور بالإحباط والضيق في زمن الإغلاق الكبير بسبب جائحة كورونا أمر لا مفر منه، لكن الاكتئاب أكثر من مجرد الشعور بالحزن أو قضاء أيام سيئة، فالطفل الذي يبدو أنه عالق في مزاج سلبي، يشعر باليأس وعدم القدرة على الاستمتاع بأي شيء، قد يعاني من الاكتئاب وقد يحتاج إلى المساعدة للتعافي.
وعلى الرغم من أن الاكتئاب غالبا ما يبدأ في مرحلة المراهقة، فإن خبراء الصحة النفسية يؤكدون وجود علاقة بين الأحداث الكبيرة وبين الاكتئاب لدى الأطفال.
يختلف اكتئاب الطفولة عن "الكآبة" الطبيعية والعواطف اليومية التي تحدث أثناء نمو الطفل. ولا يعني بالضرورة كون الطفل حزينا أو مروره بتغيرات عاطفية ونفسية أنه يعاني من اكتئاب، لكن إذا استمر الحزن أو تداخل مع الأنشطة الاجتماعية العادية أو الاهتمامات أو العمل المدرسي أو الحياة الأسرية فقد يشير ذلك إلى أن الطفل يعاني من مرض الاكتئاب، وفقا لموقع "ويب ميد" (Webmd).
أنواع الاكتئاب
قد يعاني الأطفال من أنواع مختلفة من الاكتئاب واضطرابات المزاج، وبحسب موقع "تشيلدرنز هيلث" (Children's Health) تشمل أكثر أنواع الاكتئاب واضطرابات المزاج شيوعا لدى الأطفال ما يلي:
1- اضطراب الاكتئاب الشديد (MDD): ويتم تشخيصه عندما يعاني الطفل من اكتئاب حاد أو شديد يستمر لأكثر من أسبوعين.
2- اضطراب الاكتئاب المستمر (PDD): ويعاني فيه الطفل من أعراض معتدلة للاكتئاب، ولكن الأعراض قد تستمر لأكثر من عام.
3- اضطراب التكيف مع المزاج المكتئب: يصف هذا التشخيص الحالة المزاجية المكتئبة التي تتطور في غضون ثلاثة أشهر بعد حدوث حالة مزعجة أو مرهقة، مثل الوفاة في الأسرة أو انفصال الوالدين.
4- الاضطراب العاطفي الموسمي (SAD): وهو شكل من أشكال اضطراب الاكتئاب المستمر بنمط موسمي، ويميل الأطفال المصابون بهذا النوع من الاكتئاب إلى الشعور بالأعراض عندما تكون ساعات النهار أقصر، كما يحدث خلال أشهر الشتاء في نصف الكرة الشمالي.
5- الاضطراب ثنائي القطب: يصف تشخيص الاضطراب ثنائي القطب فترات عرضية من الهوس أو مزاج سريع الانفعال وسلوكيات متطرفة تظهر معظم اليوم، وكل يوم تقريبا لمدة أسبوع على الأقل، بالتناوب مع فترات عرضية من الاكتئاب.
ومع ذلك فإن الاضطراب ثنائي القطب نادر عند الأطفال، كما أن نوبات الغضب المفاجئة ليست اضطرابا ثنائي القطب.
6- اضطراب اعتلال المزاج (DMDD): يتم تشخيصه عندما يُظهر طفل فوق سن ست سنوات نمطا قويا ومكثفا من التهيج والعدوان والغضب ونوبات غضب شديدة ومتكررة، يكون الطفل كل يوم تقريبا مزعجا بشكل مستمر أو غاضبا معظم اليوم، حتى بين نوبات الغضب.
علامات الاكتئاب
هناك علامات مميزة ومحددة للاكتئاب لدى الأطفال، قد يكون من الضروري الانتباه لها وملاحظتها تحديدا في حالة العزلة والانغلاق الحالي جراء وباء كورونا، ومن تلك العلامات:
1- الحزن المستمر واليأس، إذ يعاني الطفل الذي يشعر بالاكتئاب من الحزن واليأس ويكون سريع البكاء على غير العادة.
2- فقدان الاهتمام بالأنشطة التي كان يستمتع بها في السابق، والملل من أنشطته أو رياضته المحببة.
3- تغيرات في الوزن، إذ قد تزداد الشهية أو تنقص لدى معظم الأشخاص المصابين بالاكتئاب، وتتغير عادات الأكل لدى الأطفال المكتئبين سواء بالإفراط أو الامتناع عن تناوله.
4- اضطرابات النوم، حيث يواجه الأطفال المكتئبون مشاكل أثناء الاستيقاظ أو الخلود إلى النوم باستمرار.
5- التكاسل والتباطؤ، فيقل تفاعل الطفل مع الآخرين، وتنخفض معدلات نشاطه أو لعبه.
6- التقييم الذاتي القاسي، كأن يشعر بالتدني سواء في الشكل أو الذكاء أو حتى عدم قدرته على تكوين صداقات.
7- العصبية، حيث تظهر على الطفل علامات التوتر والقلق ويصبح شديد العصبية.
8- بروز أفكار أو محاولات الانتحار لدى الطفل.
الفرق بين الحزن والاكتئاب
يوضح الدكتور مارك رينيكي، الطبيب النفسي ومدير معهد عقل الطفل بمدينة سان فرانسيسكو، أنه قد يختلط الأمر على بعض الأولياء في ظل المعاناة الحالية الناجمة عن فيروس كورونا، وقد يكون من الصعب معرفة الفرق بين الطفل الذي يشعر بالحزن أو الانفعال أو المرهق جراء الأزمة.
ويحدد رينيكي، في مقال منشور على موقع مؤسسة "تشايلد مايند" (Childmind) ثلاث خطوات يجب على الآباء اتخاذها لحماية الأطفال من الاكتئاب:
1- الانتباه لعلامات الاكتئاب:
في حال استمرار علامات الاكتئاب لأكثر من أسبوعين لا بد من التدخل الطبي، بينما مع انتشار الحزن واليأس على نطاق واسع ومفهوم خلال هذه الأزمة، يمكن أن يكون من الأسهل على أفراد الأسرة التغاضي عن المزاج السيئ لأطفالهم إذا كان ذلك المزاج وتلك العلامات تتغير بشكل يومي ولا تستمر لمدة طويلة.
2- تعزيز البيئة الأسرية
إذ تمنح الأطفال الارتياح لمشاركة أفكارهم ومشاعرهم، وينصح الأولياء بالجلوس مع أطفالهم واستكشاف أدائهم، والاستماع إليهم والتفاعل معهم دون الحكم عليهم.
3- اتخاذ بعض الخطوات الضرورية
وذلك لمشاركة طفلك إذا شعرت بميله إلى الاكتئاب، ومنها:
تشجيعه على الانخراط في الأنشطة التي تمنحه إحساسا بالإنجاز أو المتعة أو التواصل الاجتماعي كل يوم حتى لو عبر تطبيقات الإنترنت.
ساعد طفلك على تجنب المبالغة أو الهوس بمدى سوء الأمور، وأخبره أن الأزمة الحالية ستنتهي وستعود الأمور إلى طبيعتها.
ضع خططا مع طفلك كمشاهدة فيلم أو الطبخ معا.
شجع الأطفال على الحكاية كل يوم والتفكير في الأشياء التي يشعرون بالامتنان لها والأفراد الذين يدينون لهم بالشكر.
وفي حال استمر طفلك في إظهار أعراض الاكتئاب أو إظهار ميول انتحارية، لا تتهاون بها ومن المهم الحصول على مساعدة احترافية من خلال اختصاصي.