توفيق زياد: لن تنساك فلسطين
يوسف عبدالله محمود
04-08-2020 10:23 AM
مُتجذِّرٌ في أرضه حتى ساعة الرحيل لم يُغادرها إلى أرض الشتات
الشاعر توفيق زياد: لن تنساك فسطين
أَلَسْتَ أنت القائل مُخاطباً كل فلسطيني: أناديكم أشدّ على أياديكم
أبوس الأرض تحت نعالكم
وأقول أفديكم
وأهديكم ضيا عيني
ودف القلب أعطيكم
ستة وعشرون عاماً تمر على وفاة توفيق زياد ابن مدينة الناصرة المناضلة.
رحيله كان مفجعاً. حادث سير مروّع أودى بحياته وهو عائد من استقبال ياسر عرفات الرئيس الفلسطيني الراحل من أريحا.
ولد رحمه الله – عام 1929 ودرس الأدب الروسي في موسكو.
انتمى للحزب الشيوعي الإسرائيلي "راكاح" صار رئيساً لبلدية الناصرة حتى وفاته 5 تموز 1994 أصبح عضواً فاعلاً في الكنيست الإسرائيلي،
محاولات عدة جرت لاغتياله من قبل العصابات الإسرائيلية. لكنه نجا منها. أرادوا اغتيال كلماته بتصفيته!
توفيق زياد شعره خالد في وجدان كل فلسطيني. هَواهُ الشعري عانقَ هواه السياسي.
عشق هذا الشاعر المناضل فلسطين.
أسمعه يُخاطبها في إحدى قصائده:
أَجيبيني.
أنادي جرحك المملوء مِلحاً يا فلسطين
أناديه وأصرخ
ذَوّبيني فيه
صُبّيني.
ازرعوني زنبقاً أحمر في الصدر
وفي كل المداخِل
واحضنوني مَرْجَةً خضراء
ويخاطب فلسطين مرة أخرى قائلاً:
أنا ابنك خَلَفتْني ها هنا المأساة
عُنُقاً تحت سكين
أعيش على حفيف الشوق.
توفيق زياد الذي رحل مبكراً ستظل كلماته تتردد على لسان الثوار في فلسطين.
يرحل توفيق زياد قبل أن يرى "الهوان" الذي لحق بقضيته التي عاش مناضلاً من أجلها.
لَهُ أقول: تموت الأشجار وهي واقفة.
توفيق زياد لن تنساك فلسطين.
وكيف تنساك وأنت القائل:
أما ما هُنتُ في وطني
ولا صَغّرتُ أكنافي
وقفت بوجه ظُلاّمي
يتيماً، عارياً، حافي
حملت دمي على كَفّي
ومَا نكّسْتُ أعلامي.
ستبقى "كلماتك المقاتلة" مَلحمةً من ملاحم البطولة والكبرياء.
صاحب عنفوان كُنت.
عِشتَ عَف الرّداء وَمِلءُ جَنْبكَ انتفاضُ الإباء.
توفيق زياد
أيقونة وطن أنت. عِملاقٌ بشعرك.
أنت الغائبُ الحاضر.
غِبتَ جسداً ولم تغب روحاً.
روحك ترفرف بأجنحتها النّورانيّة في سماء وطن أحببته.
طُهرُكَ الثوري لا يُضاهيه طُهر.
شِعرك المقاوِم وَصَيّة منكَ لِكل مناضل شريف في العالم، بأن الحرية شجرة مقدسة تُسقى بالدماء.
توفيق زياد، رحلت ولم ترحل