كاتب مغمور يعترف أنه كان يكتب لنائب خطاباته ، إنهالت عليه التعليقات أنه كان يؤجر قلمه لمن يدفع ... كنت أتساءل هل يؤجر القلم .. وهل يؤجر الضمير وهل يؤجر الوجدان.
الكتابة ليست مهنة لأكل الخبز على رأي بعض من يدعون ذلك .. الكتابة ليست وظيفة أيضا وإنما وعي وضمير ومسؤولية ... والكتابة ليست نسخ كما كنت تنسخ في الصف الأول .. ولكن في بلادنا أصبح بعض من يدعون الكتابة هم من بهدلها وصغرها وجعلها بوقا لتزييف وعي الناس ، وهم انفسهم من تبرعوا لجهات ومؤسسات وأناخوا رقابهم في سبيل المدح وقلب الحقائق و" كل شي تمام ".
أنا لست كاتبا ، وأشعر أن هذا اللقب كبير علي ، أنا أكتب فقط ، وكتبت مئات المقالات والمجد للعم "جوجل " من يحتفظ بها ، ولم أتلق يوما أمرا بالكتابة ، لأني أشعر أن الكاتب سيد نفسه وضمير الناس وقائد الوعي وغير قابل للبيع والشراء ، وهو للنقد وليس للمديح والصعود على وجع الناس.
ذات يوم طلبني أحدهم أن أكتب مقالا عن شقيقه ، فرفضت إحتراما لنفسي وأنني لست " كاتب إستدعاءات" تحت الطلب.
الكتّاب الذين يوجهون وأقلامهم قابلة للبيع ، هم أخطر على الناس في بلادنا من الدجاج الفاسد والشاوروما العفنة.
صوت الناس لا يكتم ، فبلادنا التي أنتجت على مدى مئة عام عسكرا وشهداء وفرسانا وشعراء ومعلمين كانوا وما زالوا عنوان الأردن ، والأردن وطن باقٍ وكلنا ذاهبون ...!