مع الأمر بإجراء انتخابات نيابية شاهدنا "المبتدأ"، هذا المبتدأ جيد حيث ثقة الدولة بنفسها وأنها ضمن البحر السياسي والدموي والوبائي والاقتصادي المتلاطم في منطقتنا والعالم يأتي ليقول نريد احترام المواعيد الدستورية ونريد "ديموقراطية" ونريد طي صفحة حل مجلس النواب ليسلم مجلس لمجلس وحكومة لحكومة "باك تو باك أو فيس تو فيس".
نعم المبتدأ مهم لكن من المؤكد أن "الخبر" هو الأهم. والخبر في حالتنا هذه هو نزاهة الانتخابات فهل ستكون نزيهة أم فضيحة؟
طبعا" كلنا نتمناها نزيهة لأن النظافة أمر بها الله وهي مطلب أصحاب الذوق الرفيع والمتحضرين، والنظافة عكس الوساخة. النزاهة تعني التقدم وتعني احترام حقوق الإنسان وتعني احترام الدستور والقوانين. النزاهة تعني تقديم الأفضل وتعني التطور وتعني السمعة الدولية وتعني أستاذية المنطقة. لطالما أحب الأردن التميّز والإبداع فهو متميز بجيش محترف وأمن متفوق وتعليم ضرب الأمية ضربة قاضية واستقرار أمني واعتدال سياسي فلم لا يتميز في "الخبر" بإجراء انتخابات نزيهة.
من حقنا أن نرى مجلس نواب قويا محترما مقدرا ليس فيه بلطجة ولا زعرنة ولا حمل سلاح، من حقنا ومصلحتنا أن يكون السياسيون داخل المجلس لا في الشوارع، من حقنا رؤية مجلس مسيس لا مجلس خدمات يتسول وظيفة حارس أو هبرة عطاء أو بعثة لمن لا يستحق. الخبر أهم من المبتدأ. الخبر هو الذي سيأتي برجال رجال يقفون لعقود الفساد التي يسرح ويمرح فيها وزراء ومسؤولون، نريد رجالا يقفون في وجه الفساد بكل صوره، ينهون توزيع المناصب بطريقة شللية، مجلس يوقف مهزلة رؤساء جامعات لا يستحقون دخولها. مجلس ينهي توزير الأحباب الأصحاب وزميلات الدراسة وشلل الأنس والأراجيل. الخبر هو الذي سيطير في الآفاق الإعلامية سلبا أو ايجابا. وعلى صاحب القرار أن يعرف أن كل الأردنيين مع بلدهم وأمنه واستقراره لكنهم بملء الفم غير مرتاحين لما يجري حيث تتصاعد المديونية ويستمر الفساد وتتعمق الشللية وتستمر عمليات الكوميشن.
المبتدأ "إجراء الانتخابات" والخبر هو "النزاهة". لا نريد أن نمثل على أنفسنا، ولا نريد مسرح العرائس، فقد أطلت رؤوس تتنطح طامعة في البرلمان سمعة وصيتا يلوحون بصورهم لأصحاب القرار:
ها نحن على الشاشة فهل تشتروننا من الان؟ اذا كان الخبر لا علاقة له بالنزاهة فلا داع لكل هذا الطابق لانه سيزيد الاحتقان بينما نحن نريد الانفراج.