هناك إجماع فلسطيني على أن الوضع على كف عفريت، لان أجواء التشرذم والتضليل والتصعيد والتشظي المجتمعي تطغى بظلالها على كل ما هو فلسطيني، إن دائرة الجنون تتسع لدرجة أن بعض الجهات وصمت بممارسات تناغمت مع ما يعاني منة الشعب الفلسطيني والعربي من فاشية تتناقض مع ما يطرح من شعارات كاذبة تتعرى أمام الواقع الفلسطيني الصعب.
وما يدعوا للخجل والغضب تقليد المجموعات الفلسطينية المسلحة للممارسات الأمريكية والإسرائيلية ، أتساءل ماذا يعني ارتداء الصحفي البريطاني ألان جنستون اللون البرتقالي في الشريط الذي بثه جيش الإسلام ؟ وما هي الرسالة التي يريدون إيصالها ؟ أيها السادة شتان ما بين غوانتنامو وفلسطين. نحن شعب محتل يسعى من اجل تقرير مصيره ، نحن شعب عانى من كافة أصناف العذاب وارتكبت بحقنا جرائم ترقى إلى جرائم الحرب ، لقد أسرت دولة الاحتلال الإسرائيلي منذ عام 67 أكثر من 700000 أسير ، ويبدو إن جيش الإسلام لا يعلم أن السجين الفلسطيني ارتدى اللون البرتقالي طيلة العقود الماضية ، ومن المتعارف علية أن ثقافة الشعوب المضطهدة تتناقض مع ثقافة الاستعمار أو الاحتلال ، إن ما يجري على الأرض بحاجة إلى وقفة معمقة تفضي إلى علاج لإمراض استشرت في الجسم الفلسطيني أمراض تصل إلى درجة السرطان مما يدعو إلى استئصالها والتخلص منها إلى غير رجعة لما لها من خطورة على النسيج المجتمعي الفلسطيني الذي يخضع لشتى أنواع الضغوط الدولية والإقليمية والمحلية.
إن تغليب الصراع الداخلي على التناقض مع الاحتلال سيدفع الشعب الفلسطيني إلى دوامة لها أول وليس لها أخر، ومن غير المستوعب وطنيا أو سياسيا أو فكريا الدخول في لعبة فرض الثقافات كما يحصل في قطاع غزة وظهور جهات راديكالية تنادي بإقصاء الأخر وترجمة أفكارها على الأرض بشكل دموي ، واقرب مثال على ذلك ما تمارسه جماعة سيوف الحق الدموية ، هذه الجماعة التي تحاول أن تفرض رؤيتها بالحديد والنار حيث العشرات من عمليات التفجير لمؤسسات اقتصادية وخدماتية وشرائح فاعلة في المجتمع الفلسطيني .
ويبدو أن المرأة الفلسطينية هي الهدف السهل لكل من هب ودب ومن المجموعات التي تتوالد بشكل غير طبيعي ، لدرجة أن سيوف الحق الإسلامية هددت بالذبح من الوريد إلى الوريد في سبيل الحفاظ على القيم والأخلاق كما تدعي ، وكان المجتمع الفلسطيني غارق في الرذيلة، ان هذه الأفكار ستقود وبشكل متصارع إلى الانهيار وإلحاق المزيد من الأذى بالشعب الفلسطيني الذي هو أصلا يعاني من الأيدلوجيات التي تعبر عن ثقافات لا تتناغم مع حضارة وثقافة وتراث هذا الشعب الذي تعود على استيعاب الأخر.
إن ما يحدث في فلسطين من شذوذ فكري عبر عن نفسه بصور مختلفة من التطرف والانحراف عن الأهداف التاريخية للشعب الفلسطيني والاهتمام بالمصالح التي تعكس طموحات جماعات بعينها فتح المجال أمام القاصي والداني للتدخل في الشؤون الداخلية للشعب الفلسطيني ، بل ذهب البعض إلى ابعد من ذلك محاولا فرض الحلول القسرية التي ستقود قطعا إلى تصفية القضية الفلسطينية وطوي هذا الملف المزعج للكثير من الفلسطينيين والعرب على حد سواء .
لقد أصبح اللعب في القضية الفلسطينية على المكشوف وعلى عينك يا تاجر، سيل من المبادرات الغير مدروسة وتسابق الدول العربية للتطبيع مع الدولة العبرية يضاف إلى ذلك الحصار وحلة الفلتات والاقتتال الفلسطيني الفلسطيني الغير بريئة وعمليات القتل والتصفية للاجئين في لينان وبفرمان فلسطيني عبر عن حالة انبطاحية غير مسبوقة ، حالة تعكس وبكل وضوح حقبة جديدة من التيه الفلسطيني تتطلب عملية إعادة بناء ووقفة جدية وطرح الحقيقة أمام الشعب ، هذا من الناحية النظرية وعمليا تكالبت علينا الأمم لنصبح في وضع يرثى لة حيث لا مجال للتغني بالتغير الديمقراطي لان الديمقراطية ممارسة والقيادة الفلسطينية بعيدة عن الممارسة الديمقراطية ، هذا البعد ولد ما نعيشه ألان من فوضى وانحطاط ، وفي فلسطين كل يغني على ليلاه ، في فلسطين يذبح الشعب باسم الخيار الديمقراطي، واستطيع أن أقول أن الوضع في فلسطين طاسه وضايعة.