يا أصحاب المناصب .. خفوا علينا
د.سهام الخفش
01-08-2020 02:00 AM
في البداية كل عام وانتم بألف خير وأردنيا الحبيب ووطننا العربي الجريح بالف ألف خير ، حتى أصبح أقصى امنيات المواطن العربي في هذه المرحلة أن يمر يومه بدون سماع أخبار القتل والقهر والظلم الذي يسود عالمنا العربي ..ونأمل القابل افضل وأحسن حالاً ، لأن الذل والضعف والقهر عافونا ورافقونا أزمنة عديدة ..
أما الذي استوقفني ودفعني للكتابة هو الفيديو المتداول على مواقع التواصل الاجتماعي للسياسي المخضرم معالي الدكتور ممدوح العبادي وهو يتحدث عن تجربته السياسية في الانتخابات .
أشكر معاليك على هذه الشفافية من شخص بوزن العبادي شغل مناصب حساسة وعديدة في الدولة، وبين الحين والآخر يطل علينا بتصريحات وانتقادات ناريه ولا أعلم المقصد منها ، مع احترامي لشخصه وانا اتابعه باهتمام وقد تربطنا معه علاقة عائلية مع أحد أقاربي وكنا على تماس معه في انتخابات عام ٢٠١٠ ، كما أنني حضرت للعبادي محاضرة عن الأحزاب السياسية في الخيمة المسكونية وقد دار جدلا ناريا بيني وبينه ولم اتوقع التصريحات والاسلوب الذي تحدث به ولا مجال للخوض بها الآن بسبب تقادم الزمن ، ومرة اخرى يطل على إحدى محطات وسائل الإعلام وينتقد الحكومة لماذا لم تعين ازواج بناته في مناصب بدلا من أن يلموا وزراء من الشارع وقد لاقت هذه التغريدة انتقادا واسعا بين أوساط الشارع الأردني ..
وفي هذه الايام يتداول فيديو يتحدث عن تجربته في الانتخابات وسبب عزوفه عن الخوض في المعركة الانتخابات مرة أخرى لأنهم ينجحوا الذين يريدونه ويرسبوا على كيفهم ..بمعنى أنه أصدر شهادة وفاة لانتخابات الأردن قبل مولدها بسبب أنها غير حرة وغير نزيهة على حد تعبيرة ..
في الحقيقة يا أبا صالح تمنيت أن لا أسمع مثل هذا الكلام منك ونحن على أبواب انتخابات مقبلة، واستشهد بما كتبه الاعلامي اسامة الرنتيسي "لنستعد للانتخابات فهي مدخل الاصلاح الحقيقي ولا شيء يضبط إيقاع البلاد المرتبك ويحرك عجلة الاقتصاد المتكلس الا الانتخابات ،"
كيف لنا أن نربي أجيالا تتبنى نهج السلوك الديمقراطي ، كيف لي أن اقنع ابنائي وابناء غيري وطلبتي في الجامعة على الخوض والمشاركة في معركة الانتخابات الوطنية والعرس الديمقراطي وهو على يقين بأن المعركة محسومة قبل الخوض بها وخاصة اذا سمع من أمثالك هذا الكلام .
إن ارتباك الحياة البرلمانية في الأردن وعدم استقرارها ليس لصالح أي جهة مهما كانت وتعتبر حالة غير صحية ولا تسهم في تنمية الوعي الديمقراطي لدى المواطن الأردني ..لأن الحياة الديمقراطية هي ملك للبشرية وليست منه ولا كرم من الدولة على أحد ..
فمنهم من شبة الحياة الديمقراطية كالسباحة تحتاج الى تدريب مكثف والا سنغرق جميعنا ...
والبرلمان هو الركيزة الأساسية للديمقراطية ، وعندما حسمها جلالة المغفور له الملك الحسين في 27 نيسان عام ١٩٨٩ ، أثر احداث نيسان في العام ذاته قائلا " وسنتخلص النتائج والعبر من حادث نأسف عليه إلى منطلق جديد لحياة ديمقراطية ،، كما قام جلالته رحمه الله عندما أوعز لحكومة دولة طاهر المصري في كتاب التكليف السامي في حزيران عام ١٩٩١ لتدريس الديمقراطية ضمن مناهجنا وترسيخها وتعميقها ضمن مؤسسات الدولة .. اذا نحن ليس بنزهة ورحلة ترفيهية ..هذا حق ولم ترتقي حياة ولا تهدأ ولن تستقر أي دولة بدون برلمان قوي وحياة ديمقراطية سليمة ، والا سيبقى الشعب بواد والدولة بواد آخر " سارحة والرب راعيها "
وسؤالي لأصحاب المناصب لم تقبلوا بالمناصب وتنقدوا الحكومة وممارساتها عندما تخرجون من مواقعكم ..
ارحموا الأجيال القادمة ، اسسوا على أسس ديمقراطية صحيحة ، كفوا الأيادي التي تعبث في البلد ، والا سنغرق سوياً في بحر من الوحل ونذهب الى المجهول .. ألا يكفينا ما يدور حولنا ، الم تصل الرسالة بعد ..
حماك اللة يا وطني.