متى يعود للأعياد أَلَقُها؟
يوسف عبدالله محمود
31-07-2020 11:22 AM
متى يعود لأعيادنا أَلَقُها؟. متى تسكنها بهجة الماضي؟. أعيادنا باتت مُفرغةً من الحميمية. فارقتها ألقة الماضي وطقوسه. بأيدينا استبحنا ألق الأعياد.
أعيادنا باتت تمرّ دون ما ألفناه من تواصل اجتماعي وإنساني.
نادراً اليوم ما يبدو هذا التواصل حاضراً.
أعيادنا أَمست مُثقلةً بهموم الحياة.
الاحتفاء بقدومها لم تعد تُرافقه تقاليد الماضي وطقوسه. حزينة أعيادنا هذه الأيام. صلة الأرحام التي أوصاناها ربّ السموات والأرض غادرتنا أو كادت.
أعمتنا شهوات الحياة عنها. عقوقنا نحوها لا مبرّر له.
أحلامنا بالحياة السعيدة تلاشت وأُجهضت. "الطبقيّة" التي نعيشها اغتالت حِسَّنا الإنساني.
فارق الكثيرين منّا هذا الحسُّ أو كاد.
خدعهم صفاءُ الأيام فأقاموا حاجزاً بينهم وبين من تنكّرن لهم ظروف الحياة، فكان الفَقر والحرمان نصيبهم.
أعيادُ الأمسِ كانت جَذْلى نستقبلها بِحُبورٍ وبهجة.
صَفْوُ الحياةٍ لم يغادرها.
ولله در الشاعر العربي القديم حين أنشد وكأنه يقرأ عصرنا الحاضر:
تولّت بهجة الدنيا فكُلُّ جديدها خَلَفُ
وكان الناسُ كلُّهمُ فلا أدري بِمن أثقُ
تُرى متى تعود لأعيادنا بهجتها؟
متى يُدرك غُلاةُ قومنا أن من يزرع الشّرَّ يحصد في عواقبه النّدامة؟
ورحم الله المتنبي حين أنشد:
عيدٌ بأي حالٍ عُدتَ يا عيد؟ بما مضى أم لأمرٍ فيكَ تجديدُ
كأن تهبُبهُ وخشيته مما ستحمله له الأيام القادمة ينطبق علينا.
هل ستستردّ أعيادنا أَلَق الماضي أم ستبقى مسكونة بالقلق والخوف.
أختم بالقول: رُبْ يومٍ بكيت مِنه فلمّا
صرتُ في غيره بكيتُ عليه.