نواب وإصرار على حصرية امتلاك وكالة الرأي العام والرغبات الشعبية
نضال العضايلة
30-07-2020 05:49 PM
يعي الشعب الأردني مدى خطورة النهج المتبع في مجلس النواب، لهذا فإن الانتخابات البرلمانية المقبلة فرصة ذهبية لتغيير الية عمل المجلس وواقع المواطن الأردني من حال الى حال أفضل، خصوصاً وأن هناك رفض شعبي كبير للعديد من الأسماء التي شكلت على مدى سنوات حالة فرض وجود، أما عن طريق القواعد العشائرية، أو عن طريق المال السياسي.
ولكن بعض هذه الشخصيات مازال يصر على أنه يمتلك حصرياً وكالة الرأي العام والرغبات الشعبية، رغم أنه لا يقدم مرجعية ذات مصداقية تثبت ادعاءاته بأنه هو الأفضل، سواء بالعمل النيابي، أو لدى القواعد التي أوصلته إلى سدة البرلمان، رغم أن الحضور في الشارع كان على مدى عدة مجالس معدوماً لدى الكثيرين منها.
غالبية الأردنيين لا يعلقون آمالا كبيرة على الانتخابات القادمة ولا يوجد من يعتقد بأنها ستحدث فرقا في مسيرة الأردن ولا نوعية حياة الناس، هذه الحقيقة مسؤولة عن ضعف الحماس وشعور اللا مبالاة وربما قبول البعض بمبدأ بيع الاصوات انتقاما من الدولة والمرشح واركان العملية الذين ادخلوا الناخب في عملية يعلم انها لا تسير بالطريقة التي يتطلع لها او تقوله وسائل الاعلام والبيانات التجميلية عنها.
تراجع مستوى الحماس للانتخابات البرلمانية ليس جديدا ولا مفاجئا فقد اسهمت المجالس المتعاقبة في تراكم خيبات الامل وتنامي احباط الناخبين الذين بنوا احلاما وعلقوا آمالا على العملية التي لم تخل من التدخلات والهندسة التي اضعفت ايمان الناس بصحتها وولدت الانطباع بعدم جدوى التكتلات والحملات والبرامج.
وفي متابعة جدية لردة الفعل لدى الشارع الأردني بعد صدور الارادة الملكية بإجراء الانتخابات في نوفمبر القادم، نجد أن عدداً كبيراً من المواطنين قد اتخذوا قرارهم بالعزوف عن المشاركة في الانتخابات، والأهم من ذلك أنه قد يسبب تشويهاً لإرادة النّاخبين، نتيجة بعض تجار السياسة بإراداتهم.
على الجانب الآخر هناك حيرة وتردد اصاب الأردنيين من جدوى الاشتراك في الانتخابات البرلمانية او عدمه، وفيما يتوقع مراقبون ان الانتخابات النيابية ستشهد اقبالا ضعيفا يرى آخرون من المتفاءلين عن ان الانتخابات ستسجل اقبالا ملفتا على الرغم من التقولات التي تؤكد عزوف الكثيرين عن التوجه الى مراكز الاقتراع، تعبيرا عن خيبة املهم من المجالس النيابية المتعاقبة، خصوصاً المجلس الحالي، ونتيجة لعدم ايفاء النواب بالتزاماتهم أمام ناخبيهم وباغلب وعودهم لاسباب مختلفة بعضها خارج عن ارادتها وبعضها الاخر في صميم تلك الارادة.
يبدو اننا لم تفقد الامل بعد، فما زال هناك فسحة أمل يتشبث بها جموع الحيارى وانصار حزب "نعطيهم فرصة" كعهدهم دائما ويأملون برخاء اقتصادي وتأمين صحي وتربوي وخدمي الى آخره، اذاً هناك من يرى أنه ربما تنحسر الاخطاء في البرلمان المقبل وتلد التوافقات والصفقات والتفاهمات الليلية والنهارية، مجلساً جديداً قادراً على العمل بروح الفريق الواحد وليس بروح الفرق المتخاصمة والمتسابقة على الفوز بعقود هوليوود لتمثيل سلسلة افلام حب الوطن والبكاء على مصالح الشعب.
نقول إن أهمية البرلمان يجب تنبع من أن الرأي العام والمواطنين طرفًا أساسياً في الحياة السياسية، ويحسمون المعارك السياسية، إلا أن كل هذا يختفي بمجرد ظهور نتائج الانتخابات، واستلام النواب لنمر سياراتهم، لتبدأ بعد ذلك المسلسلات والأفلام التي بات أغلبهم يتقن أدواره فيها بشكل محترف، فتراه على المنصة النيابية يجعجع ويطحن، وخلف الكواليس يتملق للحكومة وينافق من أجل مآرب شخصيه.
ويبقى السؤال الذي يطرح نفسه، هل ستستمر تلك القوى الخارقه التي أنفقت أموالا قبل بدء الدعاية الانتخابية رسمياً في إنفاق المزيد من الأموال لضمان عودتها من جديد؟.