يتزاحمون عليك… ايها الوطن الذي اثخناك حباً تارةً… وتارةً أخرى هيبةً… وأخرى… وجعاً وأرقا… الكل يسبح بحمدك… وفي لحظة بلهاء يستبيحك… أنا لست مع الجميع… لو ناصرت الحكومة لأصبحت مسحجاً… ولو ناصرت المعارضة والحراك لأصبحت مطلوباً.. وأنا لا أريد لا هذه ولا تلك… ! أريد وطنا أرجوانياً أخضرا قاحلا..خصباً… لكنه وطن، يحتمل كل الوان الطيف، وكل تقلبات الإنسان، وكل عنجهيتنا وصلفنا… وعنفواننا، أريد وطنا صاخباً شاحباً لا فرق… فأنا لست أنا من غير وطن، ووجودي ليس صدفة… ولا أنا مرتزق.
أيها العابثون ايا كنتم… رفقا بهذا الأردن، فقد احتمل عنطزتكم… وحلمكم… وفقركم… وغناكم… وشيطنتكم… ونفاقكم وكذبكم، وصبر وصبر، وما زال يؤيكم بليله ومساءاته الجميلة، بقيظه وحره وبرده… ويغمض عينيه لعلكم تخجلوا منه…ولم يسألكم عن سوءاتكم، يظلكم بظله… ويمدكم بهوائه… حسَنَكم وقبيحُكم… ويحفكم بحنانيه...وتشرق شمسه عليكم كل صباح… لترسم لكم بداية جديدة نقية… فلا تعقوه ولا تخذلوه.
هو الأردن…كما غناه حيدر محمود:
حلو.. أو مر.. هذا وطني.. وانا اهواه! يسعدني.. او يشقيني.. لا أرضى بسواه! واذا ما شاء العشق له، أن أغدو حجرا.. او زهرة دفلى.. او قطرة ماء.. فله ما شاء، له.. ما شاء.. وليحفظه المولى.. موالا للفرح الاخضر، فوق شفاه الزعتر، والحناء... وصلاة للعطر، بقلب الزهر، تفجر منه مواسم عشق، ومراسيل.. وبيادر صحو، ومناديل.. وصبايا، مثل مروج القمح، تميل! وليحفظه المولى.. شمسا دافئة الوهج، ووعد غرام..! وجديلة زهو في الحدقات السود، تنام! هذا وطني.. هل في الدنيا وجه احلى من وجه حبيبي!؟
هو حبنا وارضنا وذاتنا… هو الاردن… لن ارسل سهام كلامي نحو أحد… كنت ساصمت… فالكلام ونقد الحكومة واولي الأمر محرم… وفي الشعب والمعارضة والمعلم والحراك وكل ما يدور غير مباح… وسيجرني لساحة الإنبطاحية والتسحيج… فلا الحكومة ستسمح لي ولا الآخر سيغفر لي… ٱأصمت؟ لا… يناديني وطني…عاتباً ويهمس بي… أنا من يحتملك… انا احتملتكم… اليوم وفي الأمس… أشفقت على كل متظاهر وعلى كل جندي ورجل أمن… الستم ابنائي؟ ستتناكفون وتتظاهرون وسيعلوا صوتكم… وستعودون مساءً لحضني… ومحبتي، فلماذا تتخاصمون؟ يا ابنائي… يا كل الأردنيين… توقفوا… رفقا بي… لدي مساحات لأصالحكم… لدي أشجار تظلكم…اتركوا كل أخطاءكم… خلفكم… وسامحوا وتسامحوا… (وحياتكوا إذا ظليتوا على هالذربه لاتركلكم البلد وأهج)… انقذوا الأردن منا… يا رعاكم الله… حمى الله الأردن.