الكتابة من الجميع والقراءة للجميع
د. فيصل غرايبة
30-07-2020 12:05 AM
يستمتع المواطن بالقراءة عن تلك المبادرات التي تعبر عن الوفاء للوطن وتقدم ما يفيد أجياله، والتي تشهدها الساحة الثقافية الاردنية، في اطار اهتمامها بالهم الوطني وتلامس بالوقت نفسه الشأن القومي، ويتمنى المواطن كذلك تطورها واستمرارها، اذ تغني الذاكرة الوطنية وتعززالتفاهم بين الناس وتضيف معلومة قيمة أو فكرة خلاقة أو رأي سديد.
إن مثل هذه المبادرات هو التبرع السخي بما لدى الشخص السياسي أو العالم أو الباحث بما لديه من كتب ووثائق الى مكتبات ومراكز توثيق، وكذلك القيام بنشر المذكرات التي تنطوي على تجارب شخصية في التفاعل السياسي الثقافي الاقتصادي لحركة الدولة والمجتمع، أو الاستجابة لدعوة المنتديات والمنابر للشخصيات العامة لتتحدث عن آفاق المستقبل في ضوء التجربة والممارسة للمسؤولية العمومية، وأيضا ما يؤلف من كتب عن رجالات الرعيل الأول الذين بذلوا جهودهم الكبيرة والموصولة، ونسجوا تفكيرهم لتطوير المجتمع وتقدمه، وذلك لتحقيق استقلال الوطن وحرية الشعب عند مفاصل مهمة في المسيرتين الوطنية والقومية، ولم يكن بالامكان في حينها التعامل مع افعالهم واسهاماتهم وانتاجهم لسبب أو لآخر، ويتمكن الابناء او الاحفاد او الآخرون من الباحثين واصحاب القلم، من توثيق مجريات اعمالهم المنتجة التي يعتز بها الوطن، ويستفيد منها المواطن.
ينتظر الدارسون والقراء عموما أن لا يحجم هؤلاء عن فعل الخير من أجل الآخرين، لتبقى صدقة جارية لهم، وتتعمق في ذاكرة الأهل الأحباء والتلاميذ والأجيال، وتشكل علما ينتفع به لدى جميع المطلعين عليه، عندما يقرأون الكتب، ويبحثون في السير، ويتمعنون في الأفكار المطروحة، ويجادلون في الآراء المعروضة، وسيكون في ذلك فائدة للباحث وتوجيها للطالب وتوعية للشاب وامتاعا للمتقاعد، فضلا عن ان كل ذلك سيكون رصيدا معرفيا متصاعدا، فيما يفيد رؤى الدولة ونظرتها التنموية وخطواتها الاصلاحية، وبنفس الوقت رافدا للامكانيات المتاحة والاستراتيجيات الموضوعة، في الجهد الوطني الكبير المشترك، لبناء الوطن القادر على مواكبة العصر، والمتمكن من التكيف مع المستجدات العالمية ومواجهة التحديات الاقليمية.
وعلينا كمواطنين ومتابعين ان نكون على وفاق وقناعة، أن تلك المبادرات سواء كانت تبرعا بمكتبة غنية بالكتب والوثائق، او تأليفا لكتاب جديد بافكاره ومتجدد بتوجهاته، او القاء لمحاضرة عامة في موضوع من موضوعات الساعة، لا تأتي من باب المجد الشخصي، او من أجل لمعان صور اصحابها وابرازها، او نعتبرها قد أتت بنية الاشادة بشخوصهم المنسية أو المجهولة، أو التذكير بأدوارهم السابقة وتحركاتهم الفائتة، لمقاصد إعلامية سطحية، أو سمعة اجتماعية خاصة، أو تضخيم نفسي للذات.
dfaisal77@hotmail.com
الرأي