الكويت وهي تستذكر 2 آب 1990
يوسف عبدالله محمود
29-07-2020 09:44 AM
وظلم ذوي القربى أشد مضاضة على النفس من وقع الحسام المهنّد
بمرارة تستذكر الكويت 2 آب من كل عام، ففي مثل هذا اليوم غزت القوات العراقية أرضها واحتلتها ملحقة إياها بالعراق.
كان بحق يوماً أغبر انتهك حقوق السيادة لبلد عربي شقيق سانَده في حربه ضد إيران، هذه الحرب التي كان بالإمكان تلافيها لو سادت الحكمة والعقلانية.
وبصدق أقول إن غزوَ الكويت قد تجاوز القيم العربية الأصيلة ووجّه طعنة نجلاء إليها.
احتلاله الكويت ثم خروجه منها مُرغَماً أدّى فيما بعد إلى الاحتلال الأمريكي لبلاده، هذا الاحتلال الذي عاث فساداً في أرض الرافدين وضرب البنية التحتية لها في الصميم.
بعد ستة أشهر تعافت الكويت من هذا الاحتلال وعادت تمارس دورها القومي بكل شهامة ووفاء.
منذ استقلالها عام 1961 واكتشاف النفط فيها فتحت ذراعيها لأشقائها، ولا أبالغ حين أقول إن الكويت احتضنت القضية العربية المركزية وهي قضية فلسطين، تُدافع عنها في المحافل الدولية لأنها قضية شعب عربي شُرّد عن أرضه التاريخية ظلماً وعدواناً.
على أرض الكويت نشأت أكبر فصائل المقاومة الفلسطينية "فتح" التي لقيت كل الدعم من القيادة الكويتية وشعبها.
أتساءَل اليوم وقد مرّ على الغزو العراقي ثلاثون عاماً، أي حصاد مُرّ جلبه هذا الغزو على العراق. ما زال جراحه ينزف.
مأساتنا العربية أن "التضامن العربي" يرفعه الكثيرون مِنا شعاراً ولكنهم قلّ أن يمارسوه فِعلاً على أرض الواقع.
لم تكن الكويت أرضاً مَشاعاً دون سيادة حتى يتم غزوها في ليلة ظلماء وهي الداعمة للتضامن العربي.
إن علينا كعرب أن نُفعّل هذا التضامن لأن التحديات التي تواجه وطننا العربي اليوم لا يمكن التغلب عليها بغير تفعيل التضامن. لا يجوز أن يظل هذا التضامن مجرّد شعار!
وبصدق أقول إن الكويت كانت وما زالت حريصة على هذا التضامن العربي تسعى جاهدة لإنقاذه من كل الثغرات التي تحاول أن تعصف به.
لم تتخلَّ في يوم من الأيام على مدّ يد المساعدة لشقيقاتها من الدول العربية الأخرى الضعيفة الموارد. هي بحق سحابة غيث لمن خانه يوماً مَطُر.
وجهها العربي الأصيل يتقدم في كل المحافل الدولية. أمينة على عروبتها وقوميتها. لا نُساوم عليها.
للكويت كل إكبار وتقدير لمواقفها العربية الأصيلة.