ميلاد محمد صلى الله عليه وسلم .. بقلم : مهندس محمد ابو رياش
المهندس محمد ابو رياش
27-02-2010 01:15 PM
" وما أرسلناك الا رحمة للعالمين "
" لقد جاءكم رسول من أنفسكم عزيز عليه ما عنتم حريص عليكم بالمؤمنين رءوف رحيم "
" وانك لعلى خلق عظيم "
وتعودنا الذكرى مضمخة بشذى عبق وضاءة غراء
تعودنا ونحن في مسيس الحاجة كي نستروح – ولو للحيظات – أنسام الحياة الحقيقية الحياة الطهور والتي نتعلل بذكرها ونهش لسماع أخبارها
الحياة التي امَحت من وجودنا وأصبحت على هامش الذكريات
فما أجمل أن نتذاكر سوية اويقات سعادة نرتشفها في ذكرى عطرة ومناسبة بهية
ما هي الذكرى ؟ وماذا تعنيه هذه الكلمة التي تحمل في طياتها معان لطالما استنهضت الهمم وشفت الصدور ؟
الذكرى .....؟!
" أن في الذكرى حنين وفي الحنين اشتياق وفي الاشتياق المحبة وفي المحبة الخلود "
فسر الذكرى هو المحبة
المحبة هذه الكلمة التي لو طبقت وأشربت بها النفوس لعاشت البشرية دهرها في سعادة واطمئنان واستقرار
وماذا تبغي البشرية في حياتها سوى هذه المعاني : سعادة واطمئنان واستقرار ؟! وهل تكدح الا لها وتعيش ؟!
لكن أية محبة هذه التي لها ذلك المفعول السحري والأثر العجيب ؟! أية محبة تلك التي تهفو إليها النفوس وتأنس بها الأرواح والتي لا يفتأ الشاعر يتغنى بها :
أنا بالحب قد عرفت نفسي وبالحب قد عرفت الله
إنها المحبة التي تنبع من المعين الأزلي الذي لا ولن ينضب – بل لا سبيل للشحوب والنضوب إليه
إنها المحبة التي تخفق بها الأرواح وتهيم بها في عوالم الأنس والصفاء , المحبة التي بها تتحقق العدالة والمساواة والتكافؤ والتي تهيم بها البشرية وترنو إليها
هذه المحبة هي : محبة الله
محبة من بيده ملكوت السموات والأرض , محبة الرب ذي الجلال والإكرام
لكن يا ترى كيف تتحقق فينا هذه المحبة ؟! أفقط بتلفظنا بها وترديدنا لحروفها ؟! أم يا ترى كيف ؟!
لا علينا فقد كفانا حبيبنا مؤونة البحث والجواب : إذ انزل إلينا من علياءه قرآنا نقرؤه : " قل أن كنتم تحبون الله فاتبعوني يحببكم الله "
هكذا ببضع آية معجزة وضع الله سبحانه وتعالى الجواب لنا وهدانا إليه
فان محبة الله هي التي تسعدنا ولا تشقينا وتفرحنا ولا تحزننا وتنقذنا ولا تردينا
وان محبة الله لنا أبدا غاية السعادة والفرح والنجاة
ومحبة الله لنا لا تتحقق ولا تكون الا إذا اتبعنا هدي ما انزله في الآية الا وهي إتباع نهج رسول الله صلى الله عليه وسلم
ومن هو هذا الرسول الذي بإتباعه يحبنا الله ونفوز دنيا وآخرة؟!
انه محمد – صلى الله عليه وسلم – هذا الذي تعودنا ذكرى ميلاده العظيم بعد غياب
وإنها لذكرى تشتاقها الروح وتهيم بها النفس كيما تسعد وتفرح بميلاد أعظم نفس بشرية عرفها التاريخ كله
محمد : جاء للوجود رحمة مهداة ومنبر هداية
محمد : جاء لينقذ البشرية ويخرجها من عبادة العباد إلى عبادة رب العباد في أقدس حق من حقوق الإنسان
محمد : جاء ليضع البشرية على الطريق الذي به وحده نجاتها
محمد : أتى للوجود في ديجوره ودجنته فما كان من هذا الوجود الا أن هب صائحا : حمدا لله فقد وجدت ذاتي
وما أعظمها منة واجلها أعطية أن يجد المرء ذاته ويعرف نفسه " ولا تكونوا كالذين نسوا الله فأنساهم أنفسهم "
لان من عرف نفسه عرف ربه ومن عرف ربه أحبه (بفتح الحاء ) ومن أحب ربه أحبه ربه ( بضم الباء )
وبالحب الإلهي السعادة كل السعادة
ولذا فان انصع دليل وأقوى برهان على إحياءنا لذكرى الحبيب محمد صلى الله عليه وسلم هي بالأفعال لا بالأقوال ولقد صدق القائل :
أن المحب لمن يحب مطيع
فحري بنا أن ندع القول وبلاغته للفعل وموعظته وفاعليته فقد كثر القائلون ناظمين وناثرين فلندع الكلام وهيا إلى العمل " وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون "