المطر غزير والطقس بارد الى حاد ما, ولكن المنطقة تنتظر الآتي فوق صفيح ساخن. فهناك تصعيد اسرائيلي سافر في الاراضي الفلسطينية يقابله غضب فلسطيني, يقابله تصعيد اسرائيلي أمريكي وحشد على صعيد المنطقة ضد ايران, وهو التصعيد الذي رد عليه احمدي نجاد بزيارته الى دمشق واستقباله السيد حسن نصرالله وقادة الفصائل واطلاقه التحذير الواضح الموجه الى اسرائيل وحكومة نتنياهو من نتائج أيه مغامرة اسرائيلية أو خطأ يرتكبه نتنياهو...

وفي داخل فلسطين عبر الشعب الصامد عن موقفه ومشاعره تجاه الاعتداء الاسرائيلي على المقدسات واقصد استهداف المسجد الأقصى المتواصل وقرار ضم قبة راحيل ومسجد بلال والحرم الابراهيمي الى ما اسمته اسرائيل مجموعة "التراث اليهودي".

بدأ هذا الاحتجاج بيوم غضب فلسطيني وهذا الغضب يفصل بين انطلاق انتفاضة جديدة وبين استئناف المفاوضات المباشرة أو غير المباشرة. وهي المفاوضات التي ستعيد القضية الى مربعها الاول وأعني اجتماع مدريد, لان اسرائيل خلطت الاوراق ونسفت المعاهدات ورفضت نتائجها...

الحقيقة ان حكومة نتنياهو ما كانت قد اطلقت ذراع الاستيطان بحرية مطلقة ولا اقدمت على تنفيذ خطة تهويد القدس ولا ضم قبة راحيل والحرم الابراهيمي الى تراثها المزعوم, ولا سدت الطريق أمام مسيرة السلام لو أن الولايات المتحدة واوروبا والشرعية الدولية والدول العربية قامت بدورها المطلوب. لان اسرائيل قامت بسد هذا الفراغ وبدأت تعيد احتلال كل الاراضي الفلسطينية, اضافة الى تحقيق مشروعها الجديد وهو " يهودية دولة اسرائيل"...

الآن اسرائيل تواصل تحقيق مشروعها, بعدما اعلنت السلطة الفلسطينية ان ليس لديها أي خيار غير انتظار المفاوضات, أي مفاوضات, معلنة اسقاط خيار المقاومة, كل اشكال المقاومة, حتى العصيان المدني!!.

اسرائيل تتقدم بخطتها وبرنامجها في ظل دعم امريكي ونفاق اوروبي وصمت عربي, واستسلام سلطوي فلسطيني, وهي تستعد الآن لاعلان الاراضي الفلسطينية منطقة مغلقة بعدما حولتها الى سجن كبير محاصر, وقرارها الجديد بمناسبة عيد المساخر اليهودي, فالعقيدة اليهودية التي تدعو الى استعباد المستسلم وذبح المقاوم تحتفل بعيد المساخر اليهودي في عهد المسخرة العربي!!.


Kawash.m@gmail.com
العرب اليوم