قبل أكثر من عقد نشرت الصحف خبرا تطوير غواصة أردنية للتحذير من الحيتان تم انجازها في المشاغل الهندسية في جامعة العلوم والتكنولوجيا. طبعا للغواصة مهام متعددة، لكن محرر الخبر ارتأى التركيز على دور تلك الغواصة في تحذير الشعب الأردني من الحيتان، التي نعاني منها ليس الأمرين فحسب بل الثلاثة والعشرة والمئة.
لا أعرف ماذا حصل في المشروع، ربما لم يتجاوز مرحلة النموذج وتم التخلي عنه، على عادتنا في جميع الابتكارات الأردنية، التي تفقد أهميتها فور نشر الخبر في وسائل الإعلام، وتتحول الى فعل ماض ناقص. وربما تم انجاز المشروع وها هي الغواصات طاردة الحيتان تتجول تحت مياه ثغر الأردن الباسم.
قد يدعي البعض بأن مشكلتنا مع الحيتان محدودة حدا نظرا لأننا لا نملك غير شاطئ واحد صغير.
هذا كلام مردود على المحتجين ضد الغواصة، لأن الحيتان الاردنية تتواجد في كل مكان برا وبحرا وجوا... حتى البحر الميت مكتظ بالحيتان.... إنهم في كل مكان.
انها الحيتان .... التي تبتلع دمنا وارواحنا وخيراتنا وصحتنا ومستقبلنا.
لذلك فإننا نطالب مصممي الغواصة انتاج عدد من الغواصات القادرة على مراقبة الحيتان البرية التي هي أكثر شراسة وجشعا من حيتان البحر التي تبتلع السمك فقط.
أما الحيتان البرية اياها فتبلع اليابس قبل الأخضر.
وتلولحي يا دالية.
الدستور