عندما كنا صغار كم كانت تستهوينا وتأخذ الحصة الكبيرة من ما نقوم به من العاب لعبة الكراسي في المدرسه في الاستراحة وأحيانا في حصص الرياضة أو أيام النشاط، ولم تقتصر على المدرسة بل حتى في البيت عندما نلتقي الأقارب من نفس العمر.
لا أعلم لما كانت هذه اللعبة بالتحديد تأخذ نصيب الأسد، ولماذا تم غرسها في قلوبنا وعقولنا، طبعا لعبة الكراسي لمن لا يعرفها ندور حول الكراسي وهناك شخص يعطي الايعاز بكلمة جلوس طبعا هناك كرسي يكون ناقص عن عدد اللاعبين، ونبقى على هذا الحال بين قيام وجلوس الي ان تنتهي اللعبة ببقاء كرسي واحد وشخص واحد ايضا.
وهذه اللعبة لم توجد فقط لجيل واحد بل للأجيال متعددة، للأسف عملت هذه اللعبه على خلق عشق للكرسي، والأنانية بحب الذات
واوجدت الصراع على الكرسي بغض النظر عن الوسيلة ان ما يعانيه الكثير من حب للكرسي وخاصة كرسي المسؤول ما هو إلا نتاج غرس الأمس في نفس اليافعين.
وهنا يأتي التساؤل ماذا لو غرس نهج غير هذا النهج في الألعاب كما هو في الدول المتقدمة أن الفرد للجميع والجميع للفرد
ماذا لو بدأنا نحن أن غرس في جيل الأطفال واليافعين هذا المبدأ.
أعتقد سيكون الجيل القادم اكثر مقت للكرسي والمسؤولية، وسيكون الجماعة اولوية عن الفرد وحب الذات، لا بد أن نبدأ التغيير الإيجابي في الجيل القادم من حيث التفكير بعمق بمفهوم الجماعة ونجاح الفرد لا يأتي الا بنجاح ودعم الجماعة والعكس صحيح.
وإذا استطعنا أن نغرس هذا المفهوم وبالعمق الحقيقي ستكون على المدى المتوسط والبعيد مخرجات بمفاهيم ذو عمق راسخ في الفكر والوجدان والسلوك لا يمكن أن يتأثر بأي أفكار سطحية قد تطفو هنا وهناك، التخطيط الاستراتيجي متوسط وطويل الأمد ليس مختصر على التنمية الاقتصادية والأمنية والتعليمية بل الفكرية قد تكون الأهم لأنها إن نجحت مؤكد ستسهل نجاح وتنفيذ جميع الاستراتيجيات الاخرى، لا بد من الوقوف للإحداث التغيير الذي يريده الوطن.