أمر مريح ويدعو إلى التفاؤل أن يكون بلدنا من أقل بلدان العالم بانتشار كورونا نسبة إلى عدد السكان وفق إحصائية أجرتها صحيفة نيويورك تايمز الأميركية الواسعة الانتشار.

وقد نجح الأردن في الوصول إلى هذه النتيجة بفضل نجاعة الاجراءات الاستباقية التي أخذتها الدولة لمواجهة الفيروس، حتى أصبح الأردن إنموذجاً في الطريقة الفضلى للتعامل مع هذا الوباء، وتجربته أصبحت محط أنظار العالم.

صحيح أن الإجراءات كانت صعبة وقاسية، إلا أن التزام المواطنين وتعاونهم مع الأجهزة المعنية، أوصلت الوطن إلى وضع وبائي مستقر.

ولا بد هنا من التأكيد على أهمية ونجاعة الاجراءات الاستباقية التي أخذتها الدولة لمواجهة هذا الوباء، فدخول القوات المسلحة والأجهزة الأمنية على خط المكافحة منذ بداية الأزمة، وفرض حظر التجول الجزئي منه والشامل، وتعليق الدوام في المدارس والجامعات، وإغلاق دور العبادة التي أعيد فتحها والحمد لله بعد استقرار الوضع الوبائي.

كذلك زيادة أعداد الفحوصات الطبية التي تجريها وزارة الصحة، والخبرات المتراكمة التي اكتسبها المتعاملون مع مكافحة الوباء واحتوائه، وتوفير وسائل الوقاية والسلامة العامة من مثل توفير الكمامات والقفازات والمعقمات.

كل تلك العوامل أدت إلى استقرار الوضع الوبائي في الأردن لكن مع هذا كله، ومع وقوع إصابات محدودة أو عدم تسجيلها لأيام، لا يعني أن الوباء قد انتهى فما دام أنه موجود في العالم فذاك يعني أن الخطر ما زال قائماً، وعلينا أخذ الاحتياطات اللازمة واتباع وسائل الوقاية والسلامة والالتزام بالتعليمات حتى لا نفاجأ لا سمح الله بمداهمة هذا الوباء لنا.

والالتزام واجب تماماً خاصة واننا مقبلون على مناسبة عيد الأضحى المبارك، التي يجب أن نراعي فيها موضوع التباعد الجسدي، وارتداء الكمامات وعدم التجمهر حفاظاً على سلامة الوطن والمواطنين، وعلينا أن لا نتصرف بشكل وكان الوباء غير موجود بل علينا أن نحذر من مداهمة هذا الوباء القاتل الذي لا يرى بالعين المجردة.

علينا أن نحافظ على الوضع الذي وصلنا إليه، ونعزز من قرص ترسيخ الاستقرار الوبائي والمحافظة على مستوى معتدل الخطورة وصولاً إلى مرحلة اختفاء هذا الوباء واعتبار الأردن خالياً من وجود أية إصابات، وهذا الأمر يعتمد على وعي المواطنين والتزامهم، وهو وعي أثبت نجاعته، وسجل آثاراً إيجابية في الوصول إلى مرحلة الاستقرار الوبائي، لكننا نطمح ونأمل في الوصول إلى إعلان الأردن منطقة خالية من آثار هذا الوباء.

الرأي