الضم «أم القضايا» والمصالحة مجرد زفة عرس!
رجا طلب
26-07-2020 11:47 PM
لا أعلم إلى أي حد نجح نتانياهو في تحويل قضية الضم «الى ام القضايا» رغم انها جزئية متصلة بمجمل القضية الفلسطينية وتعقيداتها.
بتكتيك مدروس بدقة طرح نتانياهو قضية الضم لاجزاء من الضفة الغربية وركز عليه إعلامياً وفرضه على أجندة العالم كله وحقق أهدافه وتحديداً هدفه الأول وهو عودته رئيساً لوزراء إسرائيل ورص صفوف اليمين الإسرائيلي المتطرف بعد استشعاره قوة الصوت العربي في مناطق الـ 48 وللمزايدة انتخابياً على حزب أبيض أزرق ومنعه من تبني أية مشاريع تفتح مجالاً أو تصنع افقاً للسلام الحقيقي، ولتحصين نفسه ضد المحاكمة التي كانت وما زالت تشكل رعباً له.
أقدم نتانياهو على هذا التكتيك وهو يدرك عدة حقائق ومن أبرزها ما يلي:
أولاً: استناده وبقوة إلى ضحالة الرئيس ترمب وصهره بإبعاد القضية الفلسطينية وحصوله سلفاً على دعمهما اللامحدود لفعل ما يريد.
ثانياً: علمه المسبق بأن رد الفعل العربي الرسمي والشعبي لن يكون محرجاً للإدارة الأميركية ولن يشكل نوعاً من انواع الضغط عليها بأي حال من الأحوال، وإن رد الفعل هذا تم اختباره بالقضية الأكبر والأخطر ألا وهو موضوع إعلان القدس عاصمة أبدية لدولة الاحتلال ووضع مشروع ما سمي «بصفقة القرن» بديلاً معلناً لمشروع حل الدولتين ومشروع السلام العربي الذي اعتمدته القمة العربية في بيروت عام 2002.
ثالثاً: معرفة نتانياهو وأجهزته الأمنية وبدقة للحالة الفلسطينية ومدى منسوب الامان الذي توفر وعبر سنوات طويلة للاحتلال بسبب الاتفاقيات الامنية بين السلطة والاحتلال وبخاصة اتفاقيات التنسيق الأمني التي شكلت وتشكل مربط الفرس في العلاقة بين السلطة والاحتلال والتي كانت وما زالت تشكل قيداً على النضال الفلسطيني بل «تُجرمه» وتعتبره إرهاباً والتى تحولت اقصد تلك الاتفاقيات الامنية الى حبل مشنقة للسلطة نفسها ستُشنق به في حال قررت قطعه ورميه جانباً.
نجاح جديد حصل عليه نتانياهو وبالمجان وبلا أي عناء هو استدراج الرئيس محمود عباس إلى التعاطي السياسي مع مشروع الضم من زاوية المقايضة والإعلان عن قبوله العودة لطاولة المفاوضات في حال أعلن نتانياهو وقفه قرار الضم وفقاً لما نشر عن نتائج مباحثات عباس الهاتفية مع رئيسة وزراء النرويج، فعباس بهذا العرض المغري للغاية يضع ما مجمله 99% من القضية خارج «القضية».
الرئيس عباس وقع في فخ «تكتيك» نتانياهو وفي وقت حرج يبذل فيه جبريل الرجوب جهوداً للمصالحة مع حركة حماس، وكأن المصالحة التي فشلت على مدى أكثر من 13 عاماً يمكن إنجازها في مهرجان على غرار زفة العرس.
الرأي