وفد عربي للاعتراف بالدولة الفلسطينية
د. عدنان سعد الزعبي
26-07-2020 11:05 PM
آن الاوان ان تتحرك الدبلوماسية العربية بفريق موحد يقنع العالم وخاصة اوروبا للاعتراف بدولة فلسطين ردا على المحاولات الاسرائيلية لتجاوز العملية السلمية المتفق عليها عالميا والاستهتار بقرارات الشرعية الدولية ووضع حد لمحاولات اسرائيل فرض سياسة الامر الواقع ببناء المستوطنات والاستمرار بعملية ابتلاع الارض.
آن الاوان ان يخرج العرب من سباتهم وصمتهم الى العمل والحراك الذي سينقذ الارض والمقدسات والشعب الفلسطيني ويضع العالم عند مسؤولياته ، ويحث الامم المتحدة ومجلس الامن على ممارسة مسؤولياته القانونية والاخلاقية تجاه الشعب الفلسطيني والمقدسات الفلسطينية باحترام وتطبيق الشرعية الدولية والسعي نحو السلام الذي وافقت علية غالبية دول العالم ، ومضت به الولايات المتحدة الامريكية عبر عشرات السنين وفي مختلف عهود الادارات الامريكية الجمهورية والديمقراطية .
الجهود الاردنية وحراك جلالة الملك عبدالله الثاني الدائم تجاه القضية الفلسطينية ومصداقيته العالمية عند زعماء العالم وخاصة الغربي ورؤيته المنطقية بعيدة المدى خلق جوا من الارتياح والموافقة المطلقة لكل ما يطرحه تجاح حل القضية الفلسطينية ، حلا عادلا وشاملا، ويقتنع العرب ايضا باهمية هذه الجهود، وأهمية احيائها للقضية الفلسطينية والحفاظ عليها على ان تكون هذه القضية في رأس اجندات الدول والهيئات العالمية رغم الاحداث والتحديات الصاخبة التي تجتاح العالم، ولهذا فان طريق وصول الصوت العربي مجتمعا سيكون ذا دلالة اكبر واعظم خاصة اذا قاده جلالة الملك عبدالله الثاني وفق خطة زمنية يقرر في بدايتها العرب وفي اجتماع طارئ تكثيف الدبلوماسية والنشاط العربي عالميا، وتحريك الموقف العربي المشترك وتكليف الملك عبدالله ليراس الوفد العربي المشترك لاقناع العالم باهمية الاعتراف بالدولة الفلسطينية امتثالا لقرارات الامم المتحدة والاتفاقيات الدولية التي ضربتها اسرائيل بعرض الحائط ،رغم كل الاعتراضات الاروبية والمواقف الاروبية الرافضة للسلوكيات الاسرائيلية الاستفزازية والتي تقذف بالسلام والامن في المنطقة وتضعه في مهب الريح.
الموقف العربي الموحد له قيمته السياسية وله ثقله الدبلوماسي فالعالم يعرف ان المصلحة مع العرب ذا بعد استراتيجي خاصة وان مثل هذه المصلحة مدعومة اساسا بالشرعية الدولية , وان وقوف دول العالم مع القضية الفلسطينية ليست ذات بعد تحيزي او عنصري كما تفعل الادارة الامريكية مع اسرائيل فهي تغمض عينيها عن الحقيقة وعن الحق والعدل، وتتجاهل الشرعية الدولية و القيم الانسانية التي تنادي بها على الدوام ، فاوروبا تعي الان مدى التهور الذي تنتهجه ادارة ترامب ، وتعي تماما ان تحيز هذه الادارة سيسيء لجهود عقود وعقود من العمل السياسي والدبلماسي العالمي لبناء حالة من السلام والامن والاستقرار في المنطقة على اساس حل الدولتين التي حاول ترامب نسفها بلحظة ويعلن حل الدولة الواحدة من وجهة النظر الاسرائيلية وعلى مقاساتها ومعاييرها وتطلعها.
ان النتائج التي يحققها جلالة الملك عبدالله الثاني في حشد العالم ضد الممارسات الاسرائيلية من خلال بيان الحقائق والطرح العادل والسليم والمنطقي ، والروح السلمية ذات الخلق السياسي الصادق التي لا تعرف التضليل بل تتمسك بالطروحات التي ترضي الجميع وتبني قواعد راسخة لبناء سلام عادل وشامل مع التمسك بالشرعية الدولية وحقوق الانسان والاديان والاعتراف بالجميع كل هذا حقق تلك المصاقية والثقة بالملك عبدالله الثاني وعمق ما يطرحه وبالتالي اقتناع القادة العالميين به.
فكيف اذا قاد الملك تلك الجهود بتكليف عربي موحد يحمل الصوت العربي الموحد والموقف العربي الثابت تجاه القضية الفلسطينية.
نحن الان بامس الحاجة لموقف عربي يخرج للعالم برؤى موحدة وتصور موحد كما فعلوا عام 2002 في بيروت عندما اطلقوا المبادرة العربي وكشفوا اسرائيل وعروها امام العالم . وبينوا للعالم ان العرب اصحاب سلام ورؤى سلمية.