الإخوان والحركات المنبثقة عنها
أ.د. هيثم العقيلي المقابلة
26-07-2020 04:44 PM
حركات الإسلام السياسي لها هدف واحد وإن اختلفت مناهجها او أسماؤها. الهدف هو الوصول للسلطة ولا غير. تتقلب تحالفاتها من الإيراني للتركي للغربي وفق ما يخدم ذلك الهدف. تختلف الآليات وفق المرحلة من العنف إلى بث الفوضى إلى إشاعة الإحباط والمظلومية ولا يختلف الهدف وهو الوصول إلى السلطة. لذلك فان ما نعيشه هو معركة وعي تستهدف فيه تلك الحركات التلاعب بالعواطف والتجهيل لحرف البوصلة عن الهدف وإذا ما وصلت الى السلطة أو جزء منها تميل هذه الحركات ونموذجها الأوضح (الإخوان) بالاستبداد والإقصاء وتسليم رقبة الدولة للخارج تحت مسميات وشعارات وهمية مثل الخلافة وجوهرها تدمير الهوية الوطنية والعربية ونقض الدولة الوطنية.
الحركات والأفراد والجماعات التي انبثقت عن تنظيم الإخوان بعد فشله في مرحلة ما سمي الربيع العربي لا تختلف في أهدافها وممارساتها عن الحركة الام وفهدفها السلطة وما تشربه هؤلاء عبر سنين لا يمحوه أسابيع وأيام ومن أدمن الولاء للخارج سيتقلب في التحالفات وفق مصلحته و هدفه.
زمزم خرجت من رحم الإخوان بعد ان فشل مشروع الإخوان وفشل طرح منظري زمزم بالملكية الدستورية والذي برأيي كان اخطر طرح لأنه ينقض أساس ألدولة ويهدم عمود بيتها. هذه الحركة برأيي تريد ان تعيد تجربة حزب العدالة في تركيا بان تلتف حول عنق الدولة بقوانين الدولة ودستورها والتزام الدولة بالمعايير الدولية. تتسرب الى مفاصل الدولة ببطء مظهرة الولاء والانتماء ثم تبدأ بإحكام سيطرتها على المؤسسات من خلال أعضائها والمتعاطفين مع الإخوان وتصنع طبقة من المستفيدين منها وهؤلاء اسميهم صنائع زمزم وهم صنائع الإخوان حتى لو لم يكونوا ذوي توجه سياسي.
خطورة صنائع زمزم أنهم ليسوا محسوبين على تيار سياسي ولكنهم يرتضوا أن يكونوا مخلب لتلك الحركات وسياساتها مقابل تصعيدهم في مناصب لا يستحقونها ولا يحلمون بها بكفاءتهم. فما ان يصل زمزمي او إخواني الى منصب في مؤسسة حتى يختار من هؤلاء من يضعه نائبا او مساعدا له ينفذ سياسته في محاربة الوطنين وإحكام القبضة على المؤسسة ثم يصبح هذا الذي تم تصعيده بدون كفاءة او تنافس مؤهلا لمناصب جديدة بحكم ما يدعى خبرته الادارية والتي لم يكن له دور فيها سوى تنفيذ أجندات زمزم والتي هي أجندات الإخوان ولكن بالية ومنهج جديد متذاكي يعتقد أنه يستطيع استنساخ النموذج التركي. طبعا النموذج التركي والايراني يهدف لقضم الارض العربية اما هؤلاء فيصبح دورهم تسهيل ذلك القضم باشاعة الفوضى والاحباط وضرب الثقة بين المواطنين والوطنيين ومؤسساتهم الوطنية وقيادتهم.
الخص هذا المقال بأننا نعيش معركة وعي تحاول فيها حركات الاسلام السياسي تزييف وعي المجتمع لتحقيق هدف واحد وهو الوصول الى السلطة حتى لو اختلف المنهج او التحالفات او المسميات. لن اثق بالحركات المنبثقة عن الاخوان وصنائعهم الا اذا خرجوا ببيان واضح على الملا يعتذرون ويعلنون خطأ وخطورة طرحهم عندما دعوا الى الملكية الدستورية واؤكد هنا على الملا وليس في جلسات وحوارات مغلقة لانهم يخاطبون الشارع والعامة والاولى ان كانوا مقتنعين وصادقين في عودتهم الى الصف الوطني أن يعلنوا خطأ طرحهم السابق على الشارع الذي خاطبوه يوما. ما خلا ذلك ليس اكثر من ذر للرماد في العيون.