إنه ليس من أهلك!حلمي الأسمر
26-02-2010 06:12 AM
زغردت بعض وسائل الإعلام العربية بخبر سربه الموساد لوسائل الإعلام العبرية حول نجل الشيخ حسن يوسف المدعو مصعب، وعمالته للموساد، الزغردة جاءت بحسن أو سوء نية، لا يهم، لكن الإعلام العربي بلع الطعم، في سياق حرب سرية لا تنتهي بين الأجهزة ذات العلاقة، هذا ليس موضوعنا، فسواء كان الخبر صحيحا أو ملعوبا فهو يستدعي مبدأ نحب أن نستذكره جميعا في ذكرى مولد المصطفى صلى الله عليه وسلم، الذي يوافق هذا اليوم المبارك• حتى لو كان الخبر صحيحا، وحتى لو كان مصعب كما قالت صحف العدو، فماذا يعيب والده، خاصة وإن علاقة الدم في الإسلام يمكن أن تشطب أو تتراجع بالكامل أمام علاقة أخرى، جديدة بالكامل، تجلت أول ما تجلت في علاقة المؤاخاة بين الأنصار والمهاجرين، وهي علاقة تصادمت -بعد الدين الجديد- مع علاقات عصبية ودموية أخرى، حلت محلها، وأخذت قوة اجتماعية وشرعية، ولدينا ثلاثة أمثلة اليوم تعبر بقوة عما نقول• الأولى علاقة النبي صلى الله عليه وسلم نفسه بأمه، وهي علاقة دم وطيدة لا يمكن لمخلوق أن يتجاوزها، لكنها يمكن أن تتجمد عند حد معين، بفعل علاقة أعلى منها، وهي علاقة العقيدة والدين، جاء في الحديث الذي رواه مسلم إن النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ قال: استأذنْتُ ربِّي أن أستغفر لأمِّي فلم يأذن لي، واستأذنته في أن أزورَ قبرها فأذن لي وقد تحدث العلماء عن والدي النبي ـ صلى الله عليه وسلم ـ وقد ماتا قبل بعثته، فقال جماعة: هما ناجيان كأهل الفَترة، لقوله تعالى: (ومَا كُنَّا مُعَذَّبِينَ حَتَّى نَبْعَثَ رَسولاً) (سورة الإسراء : 51) وللإمام السيوطي كلام طيب في هذا الشأن يؤيد هذا الرأى وهذا ما يرجحه العلماء الراسخون• وقال آخرون إنهما ليسا مؤمنين، واستدلُّوا بأدلة منها الحديث المذكورالذي يعزّزه قول الله تعالى: (مَا كانَ للنَّبِيِّ والذِينَ آَمَنُوا أَنْ يَسْتَغْفِروا لِلْمُشْرِكينَ ولَوْ كَانَوا أُولِي قُرْبَى مِنْ بَعْدِ مَا تَبَيَّنَ لَهُمْ أَنَّهُمْ أَصْحابُ الجَحِيمِ) (سورة التوبة: 311) ولا نريد أن نخوض أكثر في هذه المسألة، لكن الاستدلال الذي نريده واضح تماما في هذه الواقعة• والموضوع مبسوط في الكتب ولا داعيَ للإفاضة فيه فقد ذهب والدا نبينا صلى الله عليه وسلم إلى ربِّهما وهو أعلم بحالهما• أما الثانية فهي متعلقة بالصحابي الجليل أبو عبيدة عامر بن عبد الله بن الجراح -رضي الله عنه-، أحد العشرة المبشرين بالجنة، وكان من أحب الناس إلى الرسول، هذا الرجل امين الناس والأمة، قتل أبيه في غزوة بدر لأنه كان في الخندق المناقض للإيمان، حيث رأى أبو عبيدة أباه في صفوف المشركين فابتعد عنه، بينما أصر أبوه على قتله، فلم يجد الابن مهربًا من التصدي لأبيه، وتقابل السيفان، فوقع الأب المشرك قتيلا، بيد ابنه فنزل قوله تعالى: لا تَجِدُ قَوْمًا يُؤْمِنُونَ بِاللَّهِ وَالْيَوْمِ الآخِرِ يُوَادُّونَ مَنْ حَادَّ اللَّهَ وَرَسُولَهُ وَلَوْ كَانُوا آبَاءَهُمْ أَوْ أَبْنَاءَهُمْ أَوْ إِخْوَانَهُمْ أَوْ عَشِيرَتَهُمْ أُوْلَئِكَ كَتَبَ فِي قُلُوبِهِمُ الإِيمَانَ وَأَيَّدَهُمْ بِرُوحٍ مِنْهُ وَيُدْخِلُهُمْ جَنَّاتٍ تَجْرِي مِنْ تَحْتِهَا الأَنْهَارُ خَالِدِينَ فِيهَا رَضِيَ اللَّهُ عَنْهُمْ وَرَضُوا عَنْهُ أُوْلَئِكَ حِزْبُ اللَّهِ أَلا إِنَّ حِزْبَ اللَّهِ هُمُ الْمُفْلِحُونَ• المجادلة: 22• أما الثالثة، فهي قصة ابن النبي نوح عليه الصلاة والسلام، يقول الله تعالى في سورة هود (حَتَّى إِذَا جَاءَ أَمْرُنَا وَفَارَ التَّنُّورُ قُلْنَا احْمِلْ فِيهَا مِنْ كُلٍّ زَوْجَيْنِ اثْنَيْنِ وَأَهْلَكَ إِلاَّ مَنْ سَبَقَ عَلَيْهِ الْقَوْلُ وَمَنْ آمَنَ وَمَا آمَنَ مَعَهُ إِلاَّ قَلِيلٌ (04) والقصة معروفة فعندما طلب نوح عليه السلام من ابنه ان يركب معه في السفينة (••يَا بُنَيَّ ارْكَبْ مَعَنَا وَلا تَكُنْ مَعَ الْكَافِرِينَ (24) خالف امره و(قَالَ سَآوِي إِلَى جَبَلٍ يَعْصِمُنِي مِنْ الْمَاءِ قَالَ لا عَاصِمَ الْيَوْمَ مِنْ أَمْرِ اللَّهِ إِلاَّ مَنْ رَحِمَ وَحَالَ بَيْنَهُمَا الْمَوْجُ فَكَانَ مِنْ الْمُغْرَقِينَ (34) (وَنَادَى نُوحٌ رَبَّهُ فَقَالَ رَبِّ إِنَّ ابْنِي مِنْ أَهْلِي وَإِنَّ وَعْدَكَ الْحَقُّ وَأَنْتَ أَحْكَمُ الْحَاكِمِينَ (54) وجاء الرد الحاسم: (قَالَ يَا نُوحُ إِنَّهُ لَيْسَ مِنْ أَهْلِكَ إِنَّهُ عَمَلٌ غَيْرُ صَالِحٍ فَلا تَسْأَلْنِي مَا لَيْسَ لَكَ بِهِ عِلْمٌ إِنِّي أَعِظُكَ أَنْ تَكُونَ مِنْ الْجَاهِلِينَ (64)• صدق الله العظيم• وفي هذا بيان وكفاية، لمن كان له |
جزاك الله خيرا على هذه المعلومه التي قد يغفل عنها الكثير ..... شكرا لك اخ حلمي وتحية لك من الكرك
زادك حكمة وبلاغة وابقاك سندا للحق والخير والدين
الاسم : * | |
البريد الالكتروني : | |
التعليق : * |
بقي لك 500 حرف
|
رمز التحقق : |
تحديث الرمز
أكتب الرمز :
|
برمجة واستضافة