لأول مرة اسمع من رجل دولة بموقع رئيس وزراء ينادي باستراتيجية وطنية شاملة للدولة سياسياً واقتصادياً واجتماعياً تكون عابرة للحكومات وهو كلام حصيف عن استراتيجية طالما احتجناها، بل ونحتاجها اليوم اكثر من اي وقت مضى.
وانوه انه ولأول مرة ايضاً اسمع من مسؤول كبير كلاماً عن الزراعة ينصفها ويضعها بين القطاعات الواعدة والاولى بالتحفيز. واعتقد ان مصدر اهتمامه بالزراعة يعود الى جذوره الاجتماعية فزعيم بني صخر ولد وترعرع بين حقول القمح والشعير كما هو حال والده وجده الاشهر رحمهما الله.
لم يقل ما قاله في مناسبة اعتيادية عابرة وانما وهو يستعرض مشروعاً وطنياً إقترحته جماعة عمان ونقله اليه السيد بلال التل رئيس الجماعة. فجاء حديثه بصفته رئيساً لمجلس الاعيان الذي اعتدنا ان نسميه مجلس الملك مما يكسب ما قاله اهمية خاصة وبعداً سياسياً وطنياً.
كما لم يشأ ان ينه حديثه قبل ان يتناول قضايا وطنيه مهمه شملت الوحده الوطنيه وتمتين الجبهة الداخليه والتشاركيه بين القطاعين الحكومي والخاص والختام بالدعوة للوقوف خلف جلالة الملك في الظرف الحالي الصعب على كافة الصعد .
ننتظر ونتطلع بأمل الى المشروع الوطني الاردني الشامل في ابعاده السياسيه والاقتصاديه والاجتماعيه والذي تطمح اليه معظم الشرائح في المجتمع الاردني . ونحيي كل خطوة على طريق بناء هذا المشروع كمثل الاستراتيجية الوطنية العابره للحكومات التي اقترحها دولته .
يحتاج الاردن فعلاً للاستراتيجيه الشامله العابره للحكومات مثلما ينتظر مشروعه الوطني الذي سيكون خير عون للاردن لتخطي الصعاب التي تجتمع اليوم لتشكل تحدياً من بين اصعب التحديات التي واجهته حتى الان سياسياً بوجود جار يعادي السلام غرباً ، وجيران اشقاء ما يزال الانقسام وعدم الاستقرار يعيث في بلادهم شرقاً وشمالاً ، واقتصادياً وصحياً بوباء كورونا وتداعياته الاقتصاديه الثقيله .