في الاخبار العاجلة نتابع ونقرأ أن خمسة اشخاص في مناطق مختلفة من محافظة عجلون وهي ( محنا وام الينابيع ) تعرضوا الى العقر من قبل كلب مفترس ، والاخبار تطمئن أن حالة جميع الاشخاص المعقورين مستقره ، وان ثلاثة منهم غادرو المستشفى . وخبر آخر يشير الى ان كلب ضال في منطقة الكرامه قد هاجم طفل عمره سنه زنصف السنه ووالدة الطفل وعمرها 22 سنه ، والغريب في هذا الخبر ان الكلب الضال هاجم الطفل وامه في الشارع العام . والاخبار ايضا تشير الى ان صحة الطفل ووالدته ممطمئنة بعد ان تعالجا في مستشفى الشونة ، ونقرأ ايضا ان كلب ضال عقر طفلة طفلة عمرها ثلاث سنوات في منطقة أبو بنا بمحافظة الطفيلة، وجرى اسعافها لمركز بصيرا الصحي الشامل، وحالتها الصحية وصفت بالجيدة ، وللعلم هذه الاخبار عمرها الزمني لا يتجاوز اسبوعين وهناك الكثير من الاخبار المتعهلقة في عقر الكلاب لم يتم الاشارة اليها وذلك لانها بحاجة الى اكثر من مقال .
وبما انتنا نتحدث عن اخبار الكلاب الضاله ولان قضية عقر الكلاب مستمره وبدون علاج ناجع ، فاذكر لم يرغب الانتفاع من الذكرى ، ففي الفترة نفسها من العام الماضي 2009 وتحديدا بتاريخ 12 شباط تمكن احد الكلاب الضاله في محافظة مادبا وبينما كان يجول مع كلاب اخرى في عقر طفلين توأمين ونهشهما في انحاء متفرقة من الجسم ، وفي محافظة المفرق وفي حالة غير مسبوقة، وحادث لا يمكن لعقل ان يتخيله وقع في بلدة الاميرة بسمة شرقي مدينة المفرق، فقد تمكنت شلية كلاب عددها ( 17 ) كلباً ضالاً، من نهش طفلاً من اطفال البلدة متسببة بجراح بليغة استدعت اجراء عملية جراحية لترميم اللحم الذي نهشته الكلاب وتحويل الطفل الى مستشفى البشير لحاجة حالته الى اخصائيين وفنيين قادرين على التعامل مع الحالة والتداخلات الجراحية اللازمة .
وفي قراءة متأنية ومتفحصة للتقارير الاحصائية السنوية التي تصدرها وزارة الصحة والمتعلقة في الوضع الصحي في الأردن ، نجد من خلال الجداول الاحصائية ان حالات عقر الكلاب في الأردن بازدياد مستمر ولا تسلم مديرية صحة من المديريات التابعة للوزارة من تسجيل حالات عقر كلاب ضالة فيها ، حيث تشير الاحصاءات الصحية ان عدد الحالات قد تضاعف خلال السنوات الخمس الماضية .
ان المتابع والمدقق والمحلل لهذه الارقام التي تشكر وزارة الصحة ومديرياتها على رصدها وتوثيقها ، يقف امام حالة من التعجب والاستغراب من كثرة التصريحات والاشارات والتلميحات التي تصدر عن المختصين والمسؤولين في وزارات الصحة والزراعة والبلديات والتي تؤكد حرصها المتواصل لمكافحة انتشار الكلاب الضاله في محافظات المملكة ، وبالرغم من هذه الجهود إلا ان الظاهرة لا تزال في ارتفاع مستمر.
وبعد،،،، حالات العقر في ازدياد مستمر ، نريد حلول جذرية للظاهرة لان من يدفع الثمن هم الاطفال الابرياء غير القادرين على الدفاع عن انفسهم عندما تهاجمهم الكلاب فهم من سيتحمل معاناة ومضاعفات العقر الصحية والنفسية والاسرية .
مسك الكلام ...قد يكون عقر الكلاب الضالة أهون واخف ضررا من نهش الاصحاب ، وما أكثر النهاشين المسعورين هذه الأيام .
Ohok1960@yahoo.com