عمون - يعد الأيض النشط بمثابة مفتاح الصحة والعافية، إذ إنه المسؤول عن نشاط الجسم وحرق الدهون والنشاط الحركي، كما أنه المسؤول عن الحفاظ على وزن الجسم الصحيح. وعبر تحفيز الأيض وتنشيطه ستحرق سعرات حرارية أكثر وشحوما حتى وأنت نائم.
ويعتبر النظام الغذائي الصحي والنوم الجيد والنشاط البدني أفضل السبل لتنشيط عملية الأيض.
والأيض (Metabolism) هو العمليات التي يقوم بها الجسم للحصول على الطاقة أو صنع الطاقة من الغذاء الذي نتناوله، ومن دون الأيض فإن الكائن الحي يموت.
ويتكون الغذاء الذي يتناوله الشخص من الكربوهيدرات والبروتينات والدهون، التي يكسرها الجسم عبر الجهاز الهضمي إلى سكريات وأحماض أمينية (من البروتينات) وأحماض دهنية، ويمتصها إلى مجرى الدم.
وبعدها يستخدم الجسم هذه السكريات والأحماض الأمينية والأحماض الدهنية مباشرة كمصدر للطاقة، أو يخزنها في أنسجة الجسم كالعضلات والكبد وشحوم الجسم.
ويطلق على كمية السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص في اليوم معدل الأيض (metabolic rate).
فعلى سبيل المثال، حتى يحافظ الشخص الذي معدل أيضه 2000 سعر حراري على وزنه ثابتا مع قيامه بأنشطته اليومية المعتادة كالعمل والرياضة وغيرها، يجب أن يتناول طعاما يحتوي 2000 سعر حراري، أما إذا تناول أكثر فهو يكتسب وزنا إضافيا نتيجة تخزين الفائض في الجسم، وإذا تناول أقل فهو يفقد وزنا نتيجة حرقه من مخزون الجسم.
وحتى يحرق الشخص كيلوغراما واحدا من دهون الجسم فهو بحاجة إلى أن يكون توازن الطاقة في غذائه سالبا بمقدار حوالي 7700 سعر حراري.
العوامل التي تحدد معدل الأيض:
معدل الأيض الأساسي (basal metabolic rate) وهو مقدار السعرات الحرارية التي يحرقها الشخص أثناء الراحة حتى وهو نائم.
معدل النشاط الحركي وممارسة التمارين.
مقدار العضلات والشحوم في الجسم.
ويلعب معدل الأيض الأساسي دورا في مدى قابلية الشخص لاكتساب الوزن أو فقدانه، فمن لديه معدل أيض أساسي أقل من الأسهل أن يكتسب وزنا إذا تناول مقدار الطعام الفائض نفسه مقارنة بمن أيضه أعلى.
ويتباطأ معدل الأيض الأساسي مع التقدم في العمر وفقدان الكتلة العضلية، ويمكن مقاومة ذلك وحتى زيادة معدل الأيض عبر الحفاظ على صحة جيدة، وممارسة التمارين الرياضية.
فالتمارين تحرق سعرات حرارية، كما أنها تساعد في بناء العضلات التي تحرق قدرا أكبر من السعرات الحرارية في حالة الراحة، وبالتالي تزيد من معدل الأيض الأساسي. أي أنك تحرق سعرات حرارية أكثر وشحوم حتى وأنت نائم.
وقال البروفيسور الألماني ماتياس فيبر إن الكثيرين يخلطون بين الأيض والهضم ويساوون بينهما، وهذا ليس صحيحا تماما، فالأيض يعني جميع العمليات البيوكيميائية التي تحدث في خلايا الجسم.
الأيض نوعان
وأوضح اختصاصي التغذية العلاجية أن الأيض ينقسم إلى نوعين: هدمي وبنائي، ويعد الأيض الهدمي مسؤولا عن تكسير المواد الغذائية الأساسية سواء كانت كربوهيدرات أو بروتينا أو دهونا، في حين يساعد الأيض البنائي على البناء وإصلاح الخلايا.
ومن جانبه أوضح اختصاصي التغذية العلاجية الألماني يوهانس جورج فيكسلر أن الأيض البنائي يساعد في مكافحة العدوى وإصلاح الإصابات.
وتتكفل البروتينات والدهون والكربوهيدرات -من بين مهامها في الجسم- ببناء العضلات وتجديد الخلايا، في حين تضمن الهرمونات والإنزيمات ألا يعمل الأيض بكلا نوعيه بشكل متواز في الخلايا، ولكن دائما بشكل متتال.
توصيل الطاقة
ومن الأعمال المسؤول عنها نظام الأيض أيضا توصيل الطاقة عن طريق الدورة الدموية لأعضاء الجسم، التي تحتاجها لأداء مهامها الحركية على سبيل المثال، بينما يتم تخزين الفائض من الطاقة بالخلايا الدهنية والعضلية.
وبدوره أوضح اختصاصي طب الغدد الصماء الألماني ماتياس فيبر أنه لكي لا يزيد وزن الجسم لا بد أن تكون الطاقة الداخلة للجسم من الطاقة المكونة عن طريق الطعام على قدر ما يحتاجه الجسم للحركة، وهنا يشير الخبراء إلى أهمية المواظبة على ممارسة التمارين الرياضية، التي تساعد على حرق السعرات الحرارية.
10 آلاف خطوة يوميا
ولتنشيط الأيض ينصح فيكسلر بقطع 10 آلاف خطوة على الأقل في اليوم، كما يعمل هذا على خفض ضغط الدم، وبالتالي الحد من خطر الإصابة بالنوبات القلبية والسكتات الدماغية.
ويؤكد فيبر على أهمية اتباع نظام غذائي متوازن وصحي، حيث تحفز منتجات الحبوب الكاملة ونخالة الشوفان والبقوليات والخضروات عملية الأيض.
وينطبق هذا أيضا على البروتين قليل الدسم الموجود في اللحوم والأسماك الخالية من الدهون على سبيل المثال.
ولتعزيز الأيض لا بد للجسم أن يحصل على كمية السوائل الكافية، ويفضل ألا تقل عن لتر ونصف اللتر من الماء يوميا أو من الشاي غير المحلى.
النوم الكافي
ويساهم النوم الكافي بشكل حاسم في تعزيز عمليات الأيض وتجديد خلايا العضلات، مع العلم أن النوم القليل يتسبب في حدوث خلل بالهرمونات، وهو ما يؤثر على الشهية. لذا يوصي الخبراء بأخذ قسط كاف من النوم يتراوح بين 7 و8 ساعات يوميا.
ومن الأشياء التي تحدث خللا في عمليات الأيض: التوتر النفسي، لذا يوصي الخبراء بالراحة النفسية الكافية من خلال استنشاق الهواء النقي عبر النافذة أو ممارسة الاسترخاء كاليوغا والتأمل.(وكالات)