في وجدان الامة خانة واسعة للابطال , ممن يصنعون الاحداث دون تمنن او رياء , يحملون لواء العمل والاخلاص ويسلموه لمن يليهم بكبرياءالبطولة والشهامة التي نرّبوا عليها في مدرسة الشرف والفخار , انهم ملح الاض وطهرها , شرف القيمة والمقام , جند الامة وخير اجناد الارض .
ثمة دروس في العسكرية معروفة في الانضباط والالتزام والكبرياء ودقة العمل والالتزام , لا تفارق شخصية العسكري حتى بعد استراحة المحارب , وثمة دروس اعمق تلاحظها العين الراغبة والعقول المبنية على هيئة الوطن وامانيه , في البناء المؤسسي ومراكمة الانجازوإعلاء شأن القادم والذاهب الى راحته بعد الخدمة , دروس تتلخص في رسالة قائد الجند كما احب العرب المسلون تسمية قائد الجيش الى قائده الاعلى , فالمشير خالد الصرايرة وهو يودع رحلة عمر وليس ثمان سنوات فقط , فتلك السنين الثمانية تبوأ فيها الرجل اعلى تراتبية في قيادة الجند وقبلها عمرمن الخدمة تحت شرف التاج والشعار يقول في رسالته " إن التغيير والتجديد سنة من سنن الحياة وهو نهج حكيم في إدارة جلالتكم لمختلف مواقع المسؤولية في الدولة الأردنية تتناقل من خلاله الأجيال أمانة المسؤولية وشرف العمل تحت قيادتكم الملهمة بكل الفخر والاعتزاز ، واسمحوا لي مولاي المعظم وأنا أسلم الراية لزميل آخر من فرسان قواتكم المسلحة الأخ العزيز الفريق الركن مشعل الزبن للالتحاق بمجلس الأعيان أن أتقدم من مولاي بخالص الشكر والتقدير وعظيم الامتنان والعرفان ، وسأبقى كما عهدتموني جندياً أميناً مخلصاً وفياً لعرشكم الهاشمي المفدى " .
رسالة تحمل سلوكا ومسلكا هو غاية الامل , في ان يستقر السلوك والمسلك في وجدان الجميع ممن يحملون الامانة كما هو ثابت ومستقر في وجدان الجند , فالراية تنتقل كما يقول العين الجندي " لزميل اخر من فرسان القوات المسلحة الاخ العزيز الفريق الركن مشعل الزبن " , حمى الله الراية وكل من يتشرف بالوقوف تحتها , ممسكا على ساريتها عالية خفاقة .
نبل الموقف ويقين العارفين , بأن التغيير سنة ونهج , محاط بكل نبل الارض ومصان بشرف الجندية وعزمها , فمشعل يتسلم الراية من خالد , ولكل من اسمه نصيب كما قالت العرب واستقر في وعيهم .
لذا يحب الناس العسكر بيقين , ويؤمنون بهم حد العقيدة , وتكشف تجاربهم في العمل الميداني , صدق نبض الناس وبوصلتهم .
حبّ الناس للعسكر خال من الرياء والمصلحة كما المؤسسة العسكرية ذاتها , وهو حب مقرون بالامل والطموح ان ينعكس سلوك العسكر في النبل والاستقامة والغاء المصلحة الذاتية على سائر مناحي الوظيفة العامة وسلوكها , فمدرسة الجندية هي اعلى تراتبية الخدمة العامة والتضحية بالغالي والرخيص من اجل الاوطان .
ثمة خبراء يأتون الينا لتطوير مرافقنا العامة او لتطوير ادائنا الاداري , في حين ان لدينا مدرسة اردنية خالصة النقاء في التطوير حد الابداع وقيمتها تعلو اكثر لانها اردنية خالصة الانتماء , تحتاج فقط الى عين يقظة واذن واعية , وحينها سنكون اهل العزم وخير نموذج للناس كلها , مجرد نظرة واعية فقط وسنعرف ان بين ظهرانينا كنز في السلوك والمسلك والتنظيم والادارة علينا ان نستفيد منه , وليس كمدرسة السياسيين الذين ينطبق عليهم قوله تعالى كلما جاءت امة لعنت ما قبلها .
omarkallab@yahoo.com
الدستور