الحكومة ونقابة المعلمين .. ماذا بعد!
الدكتور مفضي المومني
23-07-2020 07:09 PM
يعود الملف من جديد، صراع التحدي وكسر العظم كما يريده بعض المارقين لجهل هنا أو إثارة فتنة هناك، الحكومة مش مقصرة والنقابة مش مقصرة وهنالك من يريد رش البنزين على الحطب..! ولكن لمصلحة من؟ الوطن هو الخاسر في النهاية إذا كان الهدف تسجيل انتصارات من الطرفين، واكرر ما كتبته منذ فترة قصيرة بهذا الموضوع لعل وعسى أن يصحو صوت العقل، ونضع الأمور في نصابها، دولة مدنية قضية مطلبية قابله للتفاوض والحل إذا كانت النوايا طيبة ففي الافق غيمة ما حدث ما تجاذبات محاولة لإجترار تجربة لم ترضينا جميعا.
كلام يدور هنا وهناك وتصريحات وضرب فوق وتحت الحزام، فإذا ذهبت الأمور للتصعيد وكسر العظم، فاطراف المعادلة الحكومة ونقابة المعلمين، المتفرجون نحن، الخاسرون الطلبة والوطن… !
من هنا ادعو من كل قلبي أن نتقن ثقافة الإختلاف والعمل النقابي، الحكومة متهمة بقضية العلاوات أنها كانت تستهدف المعلمين، ولأن الجولة الأولى حسبها البعض واحد صفر لصالح المعلمين ونقابتهم، وشعرت الحكومة أنه تم لي ذراعها من خلال الإضراب، وأخذ البعض من النقابة وغيرها يهلل لذلك، واعتقد أن من وجه الأمور بهذا الإتجاه كان مخطئ ، فالقضية في الدول المتقدمة مطلبية عمالية، وتحدث الإضرابات وتتم المفاوضات والمساومات للوصول لحل يقرب وجهات النظر ويرضي الأطراف، الحكومات تنتصر للمال العام والنقابات لاعضائها ومصالحهم، وتنتهي الأمور وليس لذلك دخل لا بهيبة الدولة ولا غيره، ولا يتم تأليب أي طرف على الآخر ولا ركوب الموجة من قوى المعارضة أو التسحيج، والأمر ليس بريئا هنا كون التوجه الإسلامي هو المتزعم للنقابة، ومع احترامي لكل التوجهات ليس من الحكمة تحويل القضية المطلبية لصراع سياسي نستخدم فيه قطاع التعليم معلمين وطلبة.
من هنا ندعو ونأمل من الطرفين الحكومة والنقابة، أن يُأخذ الأمر بصورته المطلبية النقابية، فأنا مع النقابات في الدفاع عن حقوق منتسبيها ضمن التشريعات، ودون التهديدات أو الإستقواء على الدولة، فاصغر أردني لا يقبل ذلك..!، انتصارك على الحكومة في نزاع عمالي وحقوقي ليس انتصارا على عدو، الدولة نحن جميعا، هيبتها وسمعتها من هيبتنا وسمعتنا ولن يقبل أحد بكسر هيبتها أو طلب ضعفها حتى لو اختلفنا مع الحكومة، نريدها قوية دائما بنا جميعا حتى في عز إختلافنا، والنقابات تبقى جزء من نظام الدولة ومجتمعها المدني، يجب أن نقويها لتكون في صف الوطن دائما، ويجب أن لا يذهب أحد لاستعدائها وتشويه صورتها، يجب ان نتعود على العمل النقابي والمطالبات النقابية، وأن لا ننقُل بسذاجة القضية إلى معركة كسر عظم مرفوضة، لست مع المناكفة بل مع المشاركة، وأن تجلس الحكومة بأذرعها الفنية مع النقابة، ويتم التفاوض بشكل مهني دون أي تأثيرات أخرى، تُخرج الموضوع عن سياقه ونخسر جميعا.
لست مع لغة التهديد ايا كان صاحبها سواء وزير او نقيب، بكل بساطة موضوع مطلبي كما أسلفت، تتم مناقشته على الطاولة، ويجب أن يكون موضوع الإضراب موضوع خارج عن نطاق التهديد، امل الأردنين جميعا، أن لا يحدث أي تأزيم، وأن لا يتكرر المشهد السابق، خرجنا من جائحة الكورونا بدروس وعبر كثيرة، كلنا في مركب الوطن، ونتمنى ان نصل بر الأمان دائما، التعقل يا سادة، التعقل فقط هو طريقنا لنحقق الممكن مما نريد تحقيقه، الأردن ليس كعكة تأكلها الحكومة أو يتقاسمها الناهبون.
حمى الله الأردن.