اسلوب المطالبة بحقوق المرأة وطريقة الدفاع عنها كما شاهدتها في الصور والفيديوهات وكما اظهرت الشعارات فوق رؤوس المتحمسات ،طريقة استفزازية للمجتمع ،عدائية للرجل،
فالمرأة في الاردن لم تأخذ حقاً لأنها تهاجم الرجال في الشوارع، بل لأن هذا المجتمع الذكوري مؤمن بحقها وقدم لها كل الحقوق برضى وقناعة مطلقة بقدرة نسائنا على ان يكن شريكات في بناء هذا الوطن..
مياعة البعض طغت على المطالب رغم احقيتها، فلا قتل للمرأة بدعوى الشرف فالشرف الحقيقي للرجل ان تعيش امرأته بكرامة وان تجد ما تأكل هي واولادها وان تتمكن من ان تتعلم وتعلمهم، وشرف المرأة ان تحترم تعب رجلها وقدراته وتتفهم ظروفه، وقبل ذلك ان لا تقفز فوق الاف السنين من العادات والتقاليد والقوانين البائدة لمجرد ان واحدة متمردة تعلق حلقاً في شفتها تريد ذلك...
مع المرأة عزيزة كريمة تزاحم الرجل على المناصب والمواقع القيادية والحقوق والمكتسبات، لكن ليس من المفروض ان تزاحمه على الذكورة، فالمرأة يجب ان تبقى الكائن الجميل الرقيق الذي نخاف عليه لا منه..
جرائم قتل النساء لمجرد انهن ضعيفات مدانة من رجال الاردن جميعهم، وعندما اقدم الاب على قتل ابنته لم يستعن برجولته او بمادة قانونية بل استعان بذكورته وبخلفيته وبيئته وعقليته وتربيته وكل ما له علاقة بمخلفات الماضي، لذلك فالنساء مطالبات بجهد تربوي لتعليم اولادهن وتربيتهم على محبة الجنس الاخر واحترامه، وليس المطلوب حمل يافطات معادية لكل الرجال والتجمهر والهتاف بالشتائم للمجتمع الذكوري وتهديده بالتدمير...
ليس هذا هو المطلوب وليس هذا هو الصواب، فالمرأة لا تطالب بحقوقها بقدر ما يطالب بها الرجل، والمرأة تحقق القليل من النجاح مقابل ما يحققه الرجل على صعيد تحصيل حقوقها ونيلها لمكتسباتها...
اذن لنكن حلفاً واحداً ضد الهمجيين والمجرمين وقتلة النساء من بعض الذكور ولا اقول الرجال ،فلا خصومة بيننا نحن الاغلبية العظمى من الرجال والاقلية من النساء، فاعداد اللواتي يطالبن بحقوق المرأة ويدافعن عن حريتها قليلة جداً جداً مقارنة باعداد الرجال الذين يحلمون بتحقيق نفس الحقوق والمكتسبات لنسائنا العزيزات.