شهداء الجيش العربي .. كي لا ننسى
فهد الخيطان
06-06-2007 03:00 AM
المكرمة الملكية انصفت من ضحوا من اجلنا
حالة اليأس والهزيمة التي خلفتها حرب الخامس من حزيران والفجيعة الكبرى بضياع القدس جعلتنا نفسا ان هناك رجالا قاتلوا بشجاعة وضحوا بحياتهم من اجل ان لا تقع المأساة لكن ثقافة الهزيمة التي سيطرت على الخطاب العربي لم تنصف هؤلاء الشهداء واسقطتهم احياناً عن قصد من ذكريات المرحلة حتى لا تتحول ذكرى الشهداء الابرار الى حافز ينتشل الشعوب من بأسها والانقلاب على ثقافة الهزيمة.قيل في الايام الماضية بمناسبة الذكرى الاربعين لحرب حزيران كل ما يمكن ان يقال عن مرارة الهزيمة ودروس التجربة وحال الأمة الصعب لكننا لم نذكر الشهداء, شهداء الجيش العربي الذين قاتلوا بشرف واستشهدوا بكرامة وهم يدافعون عن القدس رغم شح الامكانات والفارق الكبير في التجهيزات العسكرية.
على ما اذكر هي المرة الاولى التي يحتضن فيها قصر بسمان امس اسر شهداء الجيش العربي في لمسة تكريم ملكية للذين استبسلوا في قتال العدو الصهيوني.
بحفاوة بالغة واحترام استقبل جلالة الملك وفدا يمثل اسر شهداء الجيش ودار حديث دافئ وصريح تناول اوضاع الاسم واحتياجاتهم, لكن اللقاء لم يقتصر على التكريم المعنوي وانما تعداه بمكرمة ملكية تم بموجبها منح اسر "1700" شهيد اردني مبالغ مالية لغاية الاسكان تصل في مجموعها الى حوالي 14 مليون دينار.
يستحق هؤلاء التكريم وهم اولى من غيرهم بالدعم والتقدير فمن دفع حياته دفاعا عن الوطن له في اعناقنا دين لا ينسى.
تكريم الشهداء بهذه المناسبة ينطوي على دلالات اعمق حان الوقت لتأكيدها.
اولها: انصاف الجيش العربي الاردني الذي حاول البعض التشكيك بدوره في الحرب وتحميله مسؤولية الهزيمة وهو الذي تمكن بعد تسعة شهور فقط من حرب حزيران ضد العدوان الاسرائيلي في معركة الكرامة.
ثانيها: تكريم الشهداء مناسبة لاحياء ثقافة المواجهة بدل ثقافة الهزيمة وتكريس الوطن كقيمة تستحق التضحية بالارواح.
ثالثا: الاحتفال بذكرى الشهداء مناسبة نعيد التأكيد فيها ان العدو الذي قاتلناه قبل اربعين عاما ما زال هناك وما زال عدواً لم يغيّر المعاهدات والاتفاقيات صفته ولم يتخل عن نواياه العدوانية تجاه الاردن. ومن يعتقد ان زمن الحرب مع اسرائيل ولىّ الى غير راجعة واهم لا يدرك قواعد الصراع فمن يعش الى جانب كيان كاسرائيل عليه ان لا يلقي البندقية ابدا ويبقى مستعدا لجولات من الصراع والمواجهة, ويكفينا ان نتذكر شهداء الجيش العربي الباسل كي لا ننسى.