علامات الارتباط المرضي بين الأم وطفلها
23-07-2020 02:28 PM
عمون - بمجرد خروج الطفل من رحم الأم إلى العالم الخارجي، يبدأ الاتصال والارتباط الحسي بينهما، ويوما بعد يوم يزداد التعلق بالأم، والذي تصفه بعض الأمهات بحالة الحزن التي يشعرن بها في الليل بعد خلود أطفالهن إلى النوم.
وأحيانا ما تتعلق الأم بصغيرها بصورة أكبر، فتراها تشعر بالقلق عليه وهو يلعب في الحديقة خشية أن يقع أو يتعرض لمضايقة من أحد تؤذيه، وترفض ذهابه إلى الرحلات الترفيهية بالمدرسة، ظنا منها بأنها تحميه من مخاطر قد يتعرض إليها وهو بعيد عن عينيها.
وقد لا تحب الأم السماح لطفلها بقضاء يوما عند أحد أصدقائه بالبيت، ولا ترسله لشراء لوازم المنزل عندما يصبح عمره مناسبا لذلك، وربما تخاف من ركوبه الدراجة حتى لا يقع، وتخاف من تعلمه الألعاب القتالية حتى لا يتأذى، ولو استطاعت أن تبقيه بجانبها 24 ساعة لفعلت.
من الحب ما قتل
تقول مروة راجح، مستشارة تربوية وأسرية، ومدرب برمجة لغوية عصبية "هناك نوعان من التعلق، التعلق الطبيعي أو ما يسمى بالتعلق الآمن، والتعلق المرضي وهو ينقسم إلى نوعين إما (قلق أو تجنبي). والمقصود بالتعلق القلق، ملازمة الأم لطفلها بسبب خوفها عليه، فيدفعها قلقها عليه إلى شدة التعلق به حتى لا تفقده".
وتضيف "أما النوع الثاني فهو التعلق التجنبي، بأن تكون الأم متعلقة بطفلها ولكنها تخشى -في الوقت نفسه- أن يصبح نقطة ضعف في حياتها، مما يدفعها إلى سلوكيات تجنبية تجاهه. وبالتالي تفضل هذه الأم أن تفرض سيطرتها على أبنائها في محاولة للتحكم فيهم، فيصبح التعلق في ظاهره ليس رغبة في القرب وإنما صورة من صور السيطرة والتحكم".
وتابعت المستشارة التربوية حديثها حول تأثير تعلق الأم المرضي على طفلها، "إذا كان قلقا، يصبح الأطفال من ذوي المهارات الحياتية المحدودة والضعيفة، حيث يشعرون بعدم الثقة والأمان، ويعانون من نقص في تقدير الذات. بل يكونون محرومين من الشعور بالاستقلالية والإحساس بالمسؤولية، أو يستحقون القيام بالأعمال دون مساعدة من أحد، ويتولد لديهم إحساس بأن العالم حولهم محكوم ومحدود، كل هذا كحد أدنى من التأثير النفسي عليهم. وقد يصل إلى تعلق مرضي من الطفل بأمه، ويبدأ يعتبرها الحياة".
أما آثار التعلق التجنبي على الطفل، فتتمثل في الحرمان من الحب -الذي يسمى (الحب الأساسي) المسؤول عن تدعيم الثقة في النفس- والحنان، فيكبر وهو لا يحب نفسه، أو تصبح لديه اضطرابات نفسية شديدة، وسلسلة متتابعة من المشاكل.
ويمكن القول إن التعلق القلق يفرز شخصية مسلوبة من الحريات والحقوق، بينما يفرز التعلق التجنبي شخصية مسلوبة من الحب والحنان والاحتواء.
ووفقا لما نشره موقع (سيكولوجي توداي)، فإن الارتباط غير الآمن يمكن أن يؤثر على مختلف العلاقات لاحقا في الحياة، سواء كانت رومانسية أو في مجال العمل أو حتى الصداقة.
فإذا كانت بين الطفل وأمه علاقة ارتباط آمنة فإنها تنعكس بدورها على سائر العلاقات الأخرى وتجعل منها علاقات صحية آمنة، فلا وجود للخوف من التقارب والألفة مع الآخرين ولا وجود للاعتماد المرضي عليهم.
وعلى النقيض من ذلك، يدفعك الارتباط غير الآمن إلى تجنب التقارب مع الناس أو أن تعتمد بالكامل عليهم.
والآن اكتشفي نفسك، هل تعلقك بطفلك طبيعي أو مرضي؟
علامات التعلق القَلِق:
يصيبني القلق والتوتر أن طفلي لن يحبني.
أخشى من فكرة عدم حب ابني لي بمعرفته حقائق عني.
أفكر كثيرا في علاقتي بطفلي.
إذا ابتعدت عن أطفالي أشعرغالبا بالقلق عليهم ونقصان شيء ما.
أحس بالخوف كلما فكرت في زواج أبنائي عندما يكبرون وابتعادهم عني.
أشعر بالغيرة عندما أجد طفلي يحب شخصا آخر.
عند أدنى مشكلة مع ابني ينتابني الخوف أن تؤثر سلبا على علاقتنا.
أخشى ألا أكون أُمًّا مثالية بما يكفي.
وقت الخلافات أقول كلاما لابني أشعر بالندم عليه فيما بعد.
أخاف دائما من عدم إحساس ابني بالحب تجاهي.
أنا حساسة جدا تجاه حالات طفلي المزاجية.
أشعر بالإحباط، إذا تأثر ابني بشخص غيري.
إذا تصرف طفلي بشكل خاطئ، أكون على يقين بأنني السبب في هذه المشكلة.
أحزن إذا ابتعد عني ابني.
علامات التعلق الآمن:
من السهل جدا الشعور بالحنان والرقة مع طفلي.
أشعر بالراحة عندما يكون طفلي معي ويمكنني الاعتماد عليه.
لا أشعر بحاجة لأن أثبت لابني أني أحبه.
أواجه صعوبة في التعبير عن احتياجاتي لابني.
بشكل عام أشعر بالرضا تجاه علاقتى العاطفية بابني.
بشكل عام أعتقد أن الناس صادقة ويمكن الاعتماد عليهم.
أشعر بالراحة عندما أشارك ابني آرائي وأفكاري ومشاعري الشخصية.
إذا ضايقني طفلي أفضل التعبير له عن مشاعري.
أشعر بالغيرة قليلا، إذا تأثر ابني بشخص غيري.
إذا تصرف طفلي بشكل خاطئ، أشعر باحتمالية أن أكون سبب المشكلة.
التعلق التجنبي:
أستطيع تجاوز ونسيان ما يحدث بيني وبين طفلي من مشاكل بسهولة.
من الصعب تقديم دعم عاطفي لطفلي عندما يشعر بالسوء.
أشعر بالضيق كلما اقترب مني ابني.
عدم اعتمادي على طفلي أفضل من تحسين علاقتي به.
أفضل عدم إظهار مشاعري لطفلي.
من الصعب الاعتماد على ابني في القيام بأشياء حتى وإن كنت أعرف أنه يستطيع القيام بها.
كثيرا ما أشعر ببعض الغضب أو الانزعاج من ابني دون معرفة السبب في ذلك.
أفضل أن تكون بيني وبين أطفالي حدود في علاقتنا لا يمكنهم تجاوزها.
أكره شعور اعتمادي على طفلي في شيء.
أشعر بالرضا، إذا تأثر ابني بشخص غيري.
غالبا يحب ابني القرب مني وأنا كذلك.
أفتقد أبنائي إذا ابتعدوا عني، وأبحث عن مهرب أثناء وجودهم.
إذا تصرف طفلي بشكل خاطئ، أشعر بوجود مشكلة ولكني لست السبب.
أشعر بالراحة إذا ابتعد عني ابني.
المصدر : الجزيرة