الإندبندنت": الموساد إغتال عماد مغنية مستخدماً جوازات أوروبية
24-02-2010 04:27 PM
عمون - كشفت صحيفة "الإندبندنت" البريطانية اليوم، جزءاً من تفاصيل عملية اغتيال القيادي العسكري في "حزب الله" عماد مغنية، كما وردت في كتاب الصحافي غوردون توماس، الذي سيصدر في الأيام المقبلة.واشارت الى ان "الموساد" الإسرائيلي تعقب مغنية لسنين طويلة، وفي شهر تموز من العام 2007 استطاع تجنيد فلسطينيين معارضين لحزب الله في لبنان.واوضحت الصحيفة البريطانية أن قريبة أحد "العملاء" أبلغته بأن مغنية سافر إلى أوروبا وعاد منها لدمشق بعد تغيير تقاسيم وجهه كلياً.
وأضافت الصحيفة أن "الموساد" باشر فوراً في التحقيق بإمكانية أن مغنية أجرى عمليات بلاستيكية لتغيير تقاسيم وجهه في أوروبا على مدار نصف عام.واشارت الى أن عميلاً لـ"الموساد" في ألمانيا والذي يلقب بـ"رؤوفين" التقى مع أحد مصادره وتلقى منه 34 صورة لمغنية في هيئات مختلفة خلال إجراء العمليات البلاستيكية في عيادة كانت تابعة لوكالة الاستخبارات في ألمانيا الشرقية - شتازي، مختصة بإجراء عمليات "تجميلية" لتغيير تقاسيم الوجه.
وذكرت الصحيفة أن المصدر سلَّم الصور لوكيل "الموساد" مقابل مبلغ كبير. وتبيّن لـ"الموساد"، حسب الصحيفة، أن شكل مغنية الحديث يختلف كلياً عما ظهر في آخر صورة له من العام 1983.ولفتت الى إن "الموساد" تلقى معلومات عن تواجد مغنية في دمشق، وفي الثالث من شباط من العام 2008، تسعة أيام قبل الاغتيال، دعا رئيس "الموساد"، مائير دغان، قادة الجهاز ورئيس جهاز "الشاباك" ومستشار الأمن القومي والمستشار السياسي لرئيس الوزراء آنذاك، أيهود أولمرت، وقائد وحدة الاغتيالات في "الموساد" - "كيدون" ورئيس قسم العمليات في "الموساد". وقرر المجتمعون عدم تسجيل برتوكول للجلسة، وان الاغتيال سيتم من خلال سيارة مفخخة. وأشارت الصحيفة إلى أن إحدى الإشكاليات التي واجهت متخذي القرار هي أن مغنية يتخذ إجراءات أمنية وحذر مشددة، وادعت انه اعتاد السفر في سيارة حراسه الذين لم تعرف هويتهم.
وفي الجلسة ذاتها أوصى دغان بحسب الصحيفة الانتظار حتى يوم 12 شباط لتنفيذ الاغتيال، اليوم الذي ستنظم سوريا احتفالات للذكرى 29 للثورة الإسلامية في إيران في المركز الثقافي الإيراني في العاصمة السورية، ورجح دغان أن مغنية سيشارك في الاحتفالات.
واكدت أن قائد وحدة "كيدون" هو الذي اختار الأشخاص الثلاثة الذين سينفذون العملية، وانتحل الثلاثة شخصيات يهود يعيشون في أوروبا، الذين وافقوا ان يستخدم "الموساد" جوازاتهم، وتلقى الثلاثة الألقاب التالية: بيار - ميكانيكي سيارات فرنسي، عمنوئيل - مرشد سياحي من اسبانيا، ولودفييك، كهربائي من ميونيخ في ألمانيا.
وشددت على إن الثلاثة درسوا خطة الاغتيال وانتظروا الضوء الأخضر، وفي العاشر من شباط سافروا من أوروبا إلى دمشق: بيار سافر بطائرة "ايير فرانس"، وعمانوئيل وصل دمشق من الأردن ولودفييك وصل من مطار ميلانو عبر شركة اليطاليا للطيران. وبعد وصولهم استأجر الثلاثة سيارة مشتركة.
وحسب الصحيفة فإن العملاء الثلاثة تلقوا مساعدة من عملاء من بيروت الذين أوصلوهم إلى المكان السري الذي أوقفوا فيه سيارة مستأجرة وسلموهم المتفجرات. وفي الليلة ذاتها زرع العملاء العبوة الناسفة في دعامة الكرسي بجانب السائق ليتم تشغيلها عند بعد.
واوضحت انه يوم 12 شباط وفي تمام الساعة السابعة عاد العملاء إلى مكان الالتقاء السري، وباشر لودفييك وعمانوئيل المراقبة فيما قام بيار بنقل السيارة المفخخة إلى جانب البناية التي جرى فيها الاحتفال، وانضم إلى العميلين في انتظار لحظة الضغط على زر الانفجار في حال مرور مغنية.
واشارت الى انه في تمام الساعة التاسعة وصل مغنية الشارع بسيارة ميتسوبيشي باجيرو وأوقف سيارته بين سياراتي لودفيك وعمونئيل، وخرج من سيارته ببدلة سوداء، وفي طريقه إلى قاعة الاحتفال انفجرت بجواره السيارة المفخخة وأودت بحياته، فيما فر العملاء الثلاثة من المكان إلى عواصم أوروبية.(المركزية)