بصوت طالع من عمق المصيبة، قالت: زوجي مريض بالسرطان ، وكان يتلقى العلاج الكيماوي كأي مريض بهذا الداء الخبيث. في أحد الأيام كنا نجلس مساء نتابع محطة فضائية فتكرر أمامنا إعلان عن دواء عشبي يشفي من السرطان وللتأكيد على فاعلية المستخلص تعدد ظهور أشخاص يروون تجربتهم مع صراع المرض الخبيث الذي اختفى بمجرد أن تلقوا العلاج العشبي المزعوم.تضيف المسكينة: تلقفنا أرقام الهواتف كالغريق يتعلق بقشة، فقد كانت حالة زوجي حرجة يتقطع لها القلب، وأجرينا بسرعة اتصالا مع الشركة المعلنة فطلب منا الشخص على الطرف الآخر ارسال مبلغ ألف وخمسمائة دولار ثمن العلبة الواحدة مع تأكيد أقرب إلى اليقين بالشفاء، أخبرته أن زوجي يخضع للعلاج الكيماوي فأصر أن يتوقف عن العلاج الكيماوي حتى، حسب زعمه، ينظف جسمه فيكون مهيئاً للعلاج العشبي الذي سيعيد له الأمل والحياة. أرسلنا المبلغ المتفق رغم ضيق الحال وعملا بالنصيحة توقف زوجي عن العلاج الكيماوي..إلا أن المأساة تسارعت وتوفي زوجي حال توقفه عن تلقي العلاج الكيماوي وقبل أن يصلنا أي دواء عشبي.

بعد وفاته حاولت الزوجة استعادة المبلغ الذي أرسلته لذاك الدجال لكنه رفض أن يعيد المال. ثم تقول: لا شيء عندي يثبت أن نقودنا في حوزته ونحن أحوج ما نكون إليها وفوق ذلك لا شيء يثبت أنه قاتل زوجي.

..لا تعرف أتتعاطف مع هذه المرأة أم تلعن الجهل بينما ما زال المشعوذون يصطادون ضحاياهم عبر الأثير. ولأنني لا أتوقع أن يأتي جميع الناس من بيئات تتسم بالثراء الثقافي فقد غلب على هؤلاء الأشخاص جهلهم وعوزهم وانساقوا مشفوعين بأمل الشفاء نحو أوكار الشعوذة لتكون النتيجة مأساوية.

نحن بحاجة إلى صحوة حقيقية وتوعية بخطر أولئك المشعوذين، ونحن بحاجة أكبر لمن يتصدى لهذه الكوارث. فأي خلطة عشبية هذه التي تشفي من مرض خبيث عجز كل أباطرة الطب عن إيجاد شفاء له.. وأي مرهم سحري ذاك الذي يعالج العقم والضعف الجنسي!.

يا جماعة الخير...ألا يوجد من يوقف هذا التسمم العقلي المتناسل...!

www.maktoobblog.com/shawar2

ranaframe@yahoo.com