لعلني هذه المرة اكتب عن نفسي لاحاول ان أعرف بماضي لا يعرفه الكثير وحاضر يعرفه القليل، هنا سأكتب عن قبيلتي التي أحب وأعشق لأنها جزء من وطني الغالي، أن اكتب عن قبيلتي فأنا أتحدث عن نفسي، بني ليث قبيلة من القبائل الأردنية المعروفة فلا تختلف عن أي قبيلة أردنية بالعز والكرم والجود بالنخوة والاصالة، والانتماء لتراب الوطن الغالي والولاء للقيادة الهاشمية.

تعد قبيلة بني ليث من أوائل من سكن الأردن وذو ماضي عريق حيث ساهم بني ليث مساهمة واضحة في الثورة العربية الكبرى وكان لرجالاتها الأشاوس صولات وجولات مع الشريف الحسين بن علي طيب الله ثراه.

بني ليث من القبائل الأردنية شديدة البأس والجأش، فقد وقفوا ضد العثمانيين عندما حاولوا دخول البترا وخاضوا بطولات على مدخل البلدة عند منطقة عين موسى ولم يستطيع اي عثماني الدخول لها وقد قتلوا من قتل ورجع الباقي يجر اذيال الخيبة، ودافع رجال بني ليث من الجيش العربي عن القدس وفلسطين، وهم كباقي زملائهم في الجيش العربي لم يهابوا الموت بل اقبلوا عليه حبا في الشهادة وحبا في القدس الشريف.

اما في معركة الكرامة لا زال رجال من بني ليث لهذا اليوم يحملون في قلوبهم وذاكرتهم وحتى في اجسادهم لتحكي ما قام به الليثيون من بطولات.

اما اليوم فإن إنجازات أبناء بني ليث تضيء في سماء الوطن حيث ساهموا مساهمة فعاله في رفد كافة القطاعات المختلفه بشبابهم المتميزون في جميع المجالات، لعل ما يميز بني ليث مساهمتهم في دعم الاقتصاد الوطني من خلال إنشاء العديد من المشاريع وخاصة السياحية لما تتمتع به من سمعة عالمية لوجود البترا الأثرية، وجميع هذه المشاريع من فنادق ومطاعم ومحلات مختلفه استقطبت الأيدي العاملة من جميع مناطق المملكة وهذا ساهم في إيجاد فرص للكثير من الشباب الأردني، بالاضافة الى ان شباب بني ليث يعد سفير حقيقي ومروج سياحي للأردن بشكل عام والبترا بشكل خاص وقد نقلوا للعالم أجمع السمعة الطيبة عن الوطن وأبناؤه من خلال ما يتمتع به هؤلاء الشباب من ثقافة وعلم وأخلاق.

ومن الناحية العلمية اوجدوا أنفسهم في مصاف الدرجات العلمية المختلفة فقد رفدوا الجامعات بأفضل الأكاديميين
والمستشفيات بأفضل الأطباء وفي أجهزتنا الأمنية والعسكرية وفي كافة القطاعات المختلفة وهذا ينعكس بطريقة مباشرة على سمعة الوطن في الخارج وذلك بسبب التنوع الكبير في الجنسيات الأجنبية والعربية التي تدخل البترا
هم حقا سفراء للوطن ويعكسون افضل الصور عن الشعب الأردني بجميع خصاله الطيبة.

واليوم مع مرور خمسة شهور على جائحة الكورونا تعد بني ليث من اكثر المتأثرين اقتصاديا من هذه الجائحة وذلك بسبب الاعتماد الكامل على السياحة سواء كان بطريقة مباشرة أو غير مباشرة، وحقهم اليوم على الوطن ان يقف بجانبهم للخروج من هذه الأزمة.