ضاحي خلفان ومحمد البرادعي
موفق محادين
24-02-2010 05:25 AM
لا شيء يمكن ان يربط اي قومي او يساري او جهادي مع ضاحي خلفان او مع الدكتور محمد البرادعي, فالاول مدير شرطة دبي, هذا السوق المالي المفتوح كما كانت هونغ كونغ من قبل, والثاني لا يتردد في اظهار عدائه الشديد لثورة يوليو الناصرية ولليسار والقوميين العرب والحركة الاسلامية ايضا فضلا عن موقفه السلبي ايام الابتزاز الامريكي للعراق قبل العدوان عليه.
ومع ذلك فان هذين الرجلين يحظيان اليوم باهتمام طيف واسع من الرأي العام العربي وباحترام هذا الرأي لهما ايضا.
ومن المؤسف والمحزن حقا ان اوساطا عربية لها باع طويلة في العمل الاستخباري, لم تحقق ما حققه ضاحي خلفان في كشف وملاحقة جهاز الموساد الصهيوني, بل ان رئيس هذا الجهاز الذي تحول في السنوات السابقة الى مفخرة صهيونية في جرائم القتل الناجحة, يعيش هذه الايام اسوأ لحظاته وقد يذهب الى التقاعد مبكرا تحت ضغط جهود ضاحي خلفان رئيس اصغر جهاز شرطة عربي.. ومن الواضح ان المسألة برمتها تتعلق بالارادة والاستقلال قبل اي شيء آخر.
اما محمد البرادعي المعادي لليسار والعروبة والاسلاميين والذي قد يكون مرحبا به امريكيا, فترشيحه لنفسه لرئاسة جمهورية مصر العربية قد يكون الخطوة الصحيحة الوحيدة الممكنة من اجل مرحلة انتقالية تضع مصر على طريق التحول الديمقراطي, ذلك ان بلدانا عديدة في حجم مصر ووزنها اضطرت الى هذا الممر الاجباري, لا سيما ان البرادعي ايا كانت مواقفه واجندته يتحرك في هامش ليبرالي يمكن ان يؤسس فعلا لتحولات انتقالية ديمقراطية, وعلى اليسار الناصري او الشيوعي وعلى الحركة الاسلامية ان لا يترددوا في تحويل قضية البرادعي الى عنوان لهذه التحولات التي ستسمح لهم لاحقا بالانخراط اكثر فاكثر في تداول حقيقي للسلطة في مصر.
مع الفارق الكبير بين البرادعي والجنرال عون في لبنان, فعندما رحبنا بعودة الجنرال الى بيروت قلنا ان هذه العودة ضرورية لكسر الاتجاه, ابتداء, وبعد ذلك لكل حادث حديث, ونكرر هذه المغامرة بالترحيب بعودة البرادعي الى مصر, لكسر الاتجاه ايضا..0
mwaffaq.mahadin@alarabalyawm.net
العرب اليوم