كرمني سمو الامير غازي بن محمد بن طلال المبعوث الشخصي والمستشار الخاص لجلالة الملك باهداء ثمين من كتابه القيم "الحب في القران الكريم"وهو في الاصل رسالة نال سموه على اساسها درجة الدكتوراه من كليه اصول الدين بجامعة الازهر الشريف مطلع العام,وفي هذا بالضرورة انجاز طيب عندما يبادر امير هاشمي للبحث والتفكر والتدبر في امر "الحب" باعتباره القيمة الاعظم في هذا الوجود,لابل هي اساس الوجود!.

لا يمكن لمجتهد مثلي ان يعبر بطريقة افضل مما فعل العلماء الاجلاء من مفتيي الديار المصرية والسورية والاردنية وسواهم من جهابدة الفكر الاسلامي والانساني العربي والاجانب الذين ادلوا بدلائهم في التعبير الامين عن عمق المضمون ونبل الغاية وسمو المنتهى في "هيكل ونواة ومحاور" خلاصة النص الذي قامت على اساسه الرسالة"الحب في القران الكريم",ولكنني ارغب في ان اقرر ان الكتاب اراد ان يقول أن المبرر الاقوى للوجود ابتداءً هو "الحب",وان ما تشهده البشرية من حراك منذ بدء الخليقة والى يوم الدين ليس غير "صراع بين الحب ونقيضه "على ايدي من سكن الايمان الحقيقي قلوبهم وبقوة ,ومن تاهوا في المقابل في هذا الفضاء الانساني الواسع ,فصاروا"كالهوام"اذ فقدوا المبرر الاعظم للايمان وعميت ابصارهم عن رؤية عظمة الخالق جل وعلا,واخذتهم الاقدار الى حيث لاقيمة تسمو فوق قيمة المادة بصورتها المجردة ,بعيدا عن عبق "الروح"ونسائم"الوجدان"وعظمة "الحق" فانقسم الخلائق بين من آمن واهتدى واجره على الله وبين من كفر وضلَّ وجزاؤه كذلك على الله الواحد الاحد!.

يشكر الامير الهاشمي الشاب اذ يطرق موضوعا هو قطعا رفعة في السمو ولكن في اذهان المؤمنين النابهين وحدهم دون سواهم,المتفكرين في خلق الله المتشبثين بعظمة حقيقة ان الله "جلت قدرته"موجود في كل زمان ومكان ,وانه جل وعلا "اكبر" ما في الوجود,وان قدرته فوق مستوى عقول البشر ,وان ابسط وسائل الدلالة عليه سبحانه ,هو العجز الكامل عن اجابة محددة عن سؤال حول مدى سعة هذا الفضاء !, او على الاقل التنبؤ بما هو موجود خلف هذا الفضاء إن كانت لهذا الفضاء حدود!, وسبحانه الله العظيم اذ يقول..."وانا لموسعون"!.
قطعا هي عظمة الله جل وعلا ,وهو وحده يهدي لنوره من يشاء من عباده,وهو سبحانه خالق الحب ومعظِّم اسبابه وقدرته على ان يجعل الانسان الفرد مستعدا وعن طوع وراحة نفس لا فتداء من احب ولو بنفسه!.

لا اعظم قطعا من محبة الله لعباده المؤمنين الصادقين المخلصين ممن هجر النفاق الاسود قلوبهم الخيرة,ولا اكثر وقعا من محبة المؤمنين لله جلت قدرته ,حيث لا رياء ولاتزلف ولا التفاتة الى عرض دنيوي زائل!.

سمو الامير ... عندما نقول انكم انتم الهاشميون" آل البيت "الكرام أمل الامة لا ننطلق في ذلك من نفاق او بحث عن غاية او مغنم ,وانما لاننا ندرك وعم قناعة وايمان ان التاريخ قديمه وحديثه معا ,ينبيء بتقدير الامة لمكانة آل هاشم الاخيار ولحقهم في الريادة والقيادة ليس نحو البحث عن مغانم دنيوية ,وانما صوب الاخلاص لله الواحد الاحد جل وعلا,عبر الاخلاص للحياة وتكريس انبل القيم والمثل والمباديء في تجلياتها, وبالذات قيمة" الحب العظيمة " وقد حاولتم سموكم سبر غورها ودلالاتها في النص القرآني العظيم ,وبكفاءة تستحقون الشكر عليها .

جزاكم الله خيرا ,وبارك فيكم وفي منطلقاتكم ,ويقينا فان الدنيا بخير, وهي دعوة لكل من يعشق الوقوف بين يدي ظلال عظمة القرأن الكريم وعظمة معانيه, ان يقرا كتاب الامير الهاشمي غازي بن محمد بن طلال سلمه الله ..." الحب في القرا الكريم ".والله من وراء القصد .

She_abubakar@yahoo.com