الملك يقود مسيرة نهضة وبناء الأردن الحديث
أحمد الحوراني
20-07-2020 11:35 PM
كنا سابقاً نظنّ أن في القيادة راحة ورخاء وأن الملك أو الرئيس يقبع في برجه العاجي وقصره المنيف، وما ظننا للحظة أنها بثقل أعبائها مهمة تجعل الولدان شيبا إلا حينما تفتحت أعيننا على الدنيا أكثر وأكثر وكان من حسن حظنا السعيد أن نعايش زمن الملك عبد الله الثاني منذ العام تسعة وتسعين لحظة بلحظة فتابعنا الشيب وهو يغزو رأسه شعرة تلو الأخرى وكانت كل شيبة فيها هيبة ووقار ووراء كل واحدة منها كان يقف همّاً يحمله الملك وهو ولا ينوء به، فتارة هموم الناس ومشاكلهم التي تسكنه ساعة فساعة ودقيقة فدقيقة، وتارة أخرى هموم الأمة التي قضّت مضاجعه ويستذكرها كلما يمّم وجهه شطر قبلة المسلمين وكلما فرغ من الصلاة الإبراهيمية وسلّم على يمينه فتراءت له القدس وفلسطين فاستذكر معها حجم ما ألقته الأيام على عاتقه.
نتتبع ما يقوم به الملك ليل نهار، ولا تكاد تمر سحابة يوم إلا ونراه حاضراً في مؤسسة من مؤسسات الدولة ودقة إختياره تأتي للمؤسسات المعنية مباشرة بخدمة الناس ولعل هذا ما كان يقف وراء زيارته الأخيرة على سبيل الذكر لا الحصر لصندوق المعونة الوطنية عندما شاهده المواطنون جيمعاً كيف كان منهمكاً ومتفاعلاً وهو يبدي توجيهاته السامية لضرورة توسيع نطاق الحماية الاجتماعية للوصول إلى الأسر المحتاجة، ومواصلة الاستفادة من التطوير الذي حصل خلال فترة جائحة “كورونا” لتحسين الخدمات المُقدّمة للأسر المستفيدة حالياً، ثم لم يقف جلالته عند تلك النقطة بل زاد عليها ضرورة جود تغذية راجعة من المستفيدين للتأكد من انتهاج أفضل الطرق لتقديم الدعم.
يقود الملك مسيرة نهضة وبناء الأردن الحديث بعزيمة لا تفتر ولا تلين ويمضي فارساً هاشمياً نذر جهده وعطاءه وزهرة شبابه وعمره للأردن ليكون الوطن الأحلى والاكثر إزدهاراً وإستقراراً في بوصلة تقود الى تحقيق المزيد من النهضة والتقدم والتطور، ويحمل القائد على أكتافه هموم الناس ولا يهنأ ويهدأ له بال إلا إذا ما حُلّت قضية هذا المواطن أو راح هو بنفسه لتلبية حاجته ومسألته حتى وإن كانت حلماً جعلها حقيقة.
نكتب عن جلالة الملك بمداد القلب والوجد ولاء أردنياً لا يتغير أو يتبدل للفارس الهاشمي الأبي الملك الإنسان البار بشعبه وأمته «عبدالله الثاني ابن الحسين» رمز الشهامة والغوث والشموخ والعطاء، ملك أعز الله به وطنه وشعبه وأمته، مثال للصفاء والنخوة والنقاء، ملك يمتلك حس الإنسان بأخيه الإنسان، يتلمس حاجات شعبه الوفي في كل زاوية على أرض هذا الحمى العزيز، لا يدع مناسبة إلاُ ولديه مكرمة وغوث، يجلب الخير لشعبه الوفي، ويدفع الأذى عنهم، ويعيش هموم الناس ويبذل قصارى جهده في تحقيق الخير لهم وتحقيق امانيهم ويمسح التعب عن وجوههم التي تشرق برؤية اطلالته البهية الهاشمية.