خسارة فادحة أن تهدد نقابة المعلمين الدولة بشكل غير لطيف، بمسألة العلاوات والاقتطاع من الراتب، وهو أمر سارت عليه الحكومة تجاه الجميع، وبالـتأكيد لم يكن فعلاً مقصودا تجاه المعلمين وحدهم، بل هو نتيجة لجائحة كورونا.
طبعاً النقابة ومجلسها لا يحتاجون للنصيحة، فالمفترض انهم مربون، ويعلمون الناس والناشئة وطنية، وهم أقدر منّا على الانشاء والبلاغة، لكن ما نحن متأكدون منه انهم لن يتوانوا عن اثبات وطنيتهم العالية، وترك الغضب جانبا، والسير والقبول بما جرى على الجندي والعامل والمعلم والمدرس الجامعي والقاضي دون فرق بين أحد.
ليست النقابة جهة وعظ او تهديد، لكنها بيت التعليم والوطنية، وهو نبراس معرفة وسبيل الذاوت العالية التي رسخت بقاء الدولة وصمودها، ولا يمكن أن تختطف من أحد، ولا يمكن لواعظ او شيخ او فقيه ان يشرح لنا ظروف أهلنا واخواتنا المعلمات، واخواننا العاملين في قطاع التعليم، نحن من هذا البيت خرجنا واليه ننتمي.
قد يقولون ان الدولة حركت اقلامها ضدنا، لكن هذا في عقل من يفكر بالفصل بينه وبينه الدولة، فقد دافعنا عن ظروف المعلمين دوما وطالبنا بتحسينها كون المعلم إذا ارتاح في عيشه ارتاحت الدولة.
لا سبيل للغة التهديد والوعد والوعيد، لا مكان للشعبويات، نعرف ان المعلم جاع وطاله الفقر ككثير من الموظفين واهل الصنائع، لكن ماذا نقول للجندي المرابط في وظيفته والذي اقتطع من راتبه الكثير أيضا.
قد يقولون لستم محامي دفاع عن الحكومة، لكننا نقول: إن التعليم ليس سلعة يتاجر بها من يريد ويختطفها من يريد، والبلد ليست مزرعة لاحد، واليوم حين يكون الدرس الوطني في المسار التعليمي مكتمل الصياغة والسبك وبعيدا عن الترغيب والترهيب، يكون الوطن بخير وتكون الدولة بخير، ويكون المستقبل أفضل.
نعم قدم المعلم الكثير، وللنقابة حق المطالبة بتحسين الظروف، لكن ليس لاحد ان يرى نفسه فوق الدولة. وفوق الحالة العامة التي تعيش ظرفيتها الاقتصادية وحالتها الطارئة. ونعم للحياة الأفضل والكريمة للمعلم.
الدستور