من خلال المشاهدات اليومية، في الفترة الماضية، نلاحظ اللامبالاة التي يتعامل بها كثير من المواطنين في مواجهة كورونا الذي لم ينته من العالم بعد، وما زالت حصيلته اليومية بإزدياد مضطرد. مرد الحالة التي يعيشها كثير من الناس هو عدم تسجيل حالات مرضية محلية واقتصار المصابين اما على سائقي الشاحنات القادمين من الدول المحيطة او بعض المحجور عليهم ممن قدموا من الخارج.
وإذا نظرنا حولنا والى العالم نجد صعودا كبيرا في حجم الاصابات اليومية فقد وصلت، خلال اليومين الماضيين، في اميركا وحدها الى 77 الف اصابة في اعلى معدل للإصابات منذ ظهور المرض الفتّاك للآن.
اللجنة الوطنية للأوبئة ووزارة الصحة التي صفقنا لها ولاجراءاتها منذ بداية الحجر الشامل والجزئي فيما بعد منذ آذار الماضي قامت باعتماد عشر دول باعتبارها مشابهة لوضعنا حيث ستسمح في بداية آب القادم بالسفر منها واليها عند فتح المطارات.
ولكن كان من بينها ايطاليا الأكثر تفشياً في أوروبا في بداية الأزمة ولكنها اليوم اقل بكثير ومع ذلك فالاصابات والوفيات فيها بالعشرات وكذلك المانيا التي تشابه وضع ايطاليا. ولا نعرف السبب الحقيقي وراء وضع هاتين الدولتين في حالة القائمة الخضراء ولم تقل لنا لجنة الاوبئة على ماذا اعتمدت في تقييمها هذا.
والملاحظة المهمة أن هناك تراجعاً في حملات التوعية للمواطنين وعدم التركيز على اجراءات الوقاية مثل لبس الكمامات والتباعد الاجتماعي وهو ما اوصلنا الى المشاهدات الاخيرة من خلال عدم الالتزام بهذه الاجراءات اعتمادا على الإصابات اليومية غالبيتها غير محلية. ونعيد التذكير بأننا قمنا بالحجز الشامل والجزئي اعتمادا على عشر حالات واكثر او اقل وقتها، واليوم ننفتح بكل القطاعات مع ان الاصابات وصلت في بعض الايام الى اكثر من ثلاثين حالة اغلبها غير محلية.
الأردن ليس جزيرة معزولة لوحده وهو جزء من والعالم وما دام الفيروس موجودا في كل الدول التي حولنا او تلك التي سننفتح عليها فمعنى ذلك اننا معرضون لموجة ثانية من الاصابات خاصة مع فتح المطارات والسماح بالسفر من والى الدول التي أعتمدت. وكل العلماء في العالم يشيرون الى اننا دخلنا مرحلة جديدة من انتقال الفيروس وخاصة تحذيرات منظمة الصحة العالمية التي تتحدث عن موجة ثانية أكثر فتكا مما سبق.
وحيث أن الأردن لا يستطيع العودة إلى الإغلاق، ولو ليوم واحد، نظرا لتأثير ذلك على الاقتصاد الوطني فإننا أمام حالة تستدعي الحذر في الانفتاح على العالم وإعادة النظر بعدد من قرارات السفر إلى دول ما زال المرض متفشيا فيها. وإلى تكثيف حملات التوعية الصحية والوقائية والمراقبة الشديدة للتجمعات وخاصة في فترة عيد الأضحى بما في ذلك حظائر بيع وذبح الأضاحي. الخطر ما زال محدقاً والوقاية خير من الف قنطار علاج.
awsnasam@yahoo.com
الرأي