جامعاتنا والبحث العلمي وخدمة المجتمع
أ. د. مجلي محيلان
19-07-2020 12:58 AM
تشترك جامعاتنا في أهداف ثلاثة، لا بدّ من تعالق حلقاتها:
• التأهيل الأكاديمي.
• البحث العلمي.
• خدمة المجتمع.
ويؤدي التخصص والتميّز والإبداع في هذه العموميات إلى تحديد هوية الجامعة ورؤيتها ورسالتها.
وإذا اقتصر دور الجامعة على الاهتمام بالتأهيل الأكاديمي، والتركيز على الكم؛ فالنتيجة المتوقعة هي فائض في الخريجين وبالتالي بطالة غير محمودة العواقب، وبهذا تكون الجامعات متقوقعة في الحلقة الابتدائية الأولى من مقاصِد كينونتها.
لكن تقدّم الأمم عبر عصور الحضارة الإنسانية السابقة والحالية والمستقبلية، يرتبط ارتباطا وثيقا بالبحث العلمي، والجهات التي يقع على عاتقها هذا الدور الحضاري عادة هي الجامعات، أو المؤسسات ذات الصلة الوثيقة بالجامعات.
وبالطبع فإن البحث العلمي المميز هو البحث الموجّه لخدمة المجتمع بطريقة مباشرة أو غير مباشرة؛ وبذلك تتعالق حَلَقَتا البحث العلمي وخدمة المجتمع.
ومن هنا جاء اهتمام الحكومات والشركات والقطاع الخاص في الإعلان عن منح مجزية, تتنافس عليها الأقسام والدوائر الجامعية, لتطوير فكرة, أو حل مشكلة.
وعلى هذا الأساس سَعَت الجامعات ومراكز الأبحاث للحصول على هذه المنح والفوز بها لغايات التطوير وزيادة الإيرادات؛ وبهذا تتحقق المنفعة الإيجابية المتبادلة.
لكن المؤسف حقا هو أن جامعاتنا توسعت جدا في حلقة التدريس والتعليم على حساب حلقتي البحث العلمي وخدمة المجتمع، لا بل تجاوزت رسالاتها ورؤاها, وأدى ذلك إلى تحوّلها إلى مدارس ثانوية كبيرة تبتلع الألوف من الطلبة كلّ عام ومن ثَم تَنفُثهم خريجين عاطلين من العمل.
وسأقترح هنا أنموذجا إيجابيا في مجال القطاع الزراعي لما يمكن أن يكون عليه من دور للجامعات الأردنية في البحث العلمي وخدمة المجتمع:
- تقوم كليات الزراعة والطب البيطري في الجامعات الأردنية بالتواصل مع محطات البحوث الزراعية التابعة لوزارة الزراعة, وحسب المناطق الجغرافية.
- يتم التعاون بين الطرفين على شكل منح بحثية مجزية للجامعات ومن خلال الأقسام والدوائر المعنية وليس الأفراد.
- من الممكن أن يكون التعاون على شكل مشاريع إنتاجية مشتركة.
- تُسَوَّق ثمرات هذا التواصل ونتاجه للقطاع الخاص وللمستثمرين.
هذا أنموذج مقترح أتمنى أن يدْرس، وقد يستفاد منه بتعميمه على قطاعات أخرى, وإن مثل هذا العمل التكاملي الجماعي المؤسسي الحيوي المتناغم بروح الفريق الواحد سيؤدي الى النجاح والفوز وقطف الثمار الاقتصادية والتنمية المستدامة؛ وبذلك تكون الجامعات حققت أهدافها العليا الثلاث.
وقل اعملوا وسيشهد التاريخ، وسيرى الوطن والمواطن عملكم إن كنتم فاعلين.
(الرأي)