لنحمي الاردن ونحمي انفسنا
د. عاكف الزعبي
18-07-2020 09:26 AM
قبل أيام اتصل بي صديق سوري كان قبل الازمة السورية يشغل موقعاً حزبياً متقدماً . علمت منه انه يقيم اقامة مؤقتة في احدى الدول الاوروبيه . انتهت دهشة اللحظات الاولى لتبدأ اسئلة الاطمئنان حيث المراره التي صاحبت كل كلمة قالها . ولحظة نهاية الحديث كان آخر كلماته لي مودعاً ( أخوي عاكف ، حبايبي في الاردن ، ديرو بالكو على بلدكو ) .
ذكرتني كلمات صديقي من سوريا الشقيقه بكلمات صديقي من العراق الشقيق المرحوم طاهر الحيالي الذي كان يشغل موقعاً حزبياً متقدماً أيضاً قبل الاحتلالين الامريكي والايراني ، وكان أمضى سنواته الاخيره في الاردن وأوصى أن يُدفن في ارضه . قال لي ما قاله لاصدقائه الكثر في الاردن (عيني لا تفرطو ببلدكو ، الاردن غالي والله ما يتفرط فيه ) .
وصيتان من ابناء سوريا والعراق هما وصية كل من جرّب لوعة فقدان الوطن وانعدام الامن، فلاذ بالهجرة . وكل هجرة من الوطن هي غربة حتى لو كانت على بعد امتار من حدوده . فالمهاجر خارج الديار اما ضيف بصفة مقيم او متجنس أو لاجىء .
وصيتان ورسالتان ينبغي ان تكونا دوماً برسم التفكير العميق والحفظ اليقين ليس لاحد بعينه في اردننا الغالي ولا لفئة بعينها من ابنائه، وانما للجميع مبتدئاً بالمسؤولين الرسميين وماراً برجال وسيدات الاعمال وذاهباً الى كل مواطن ومواطنه في اي موقع كان او كانت .
نقول هذا ورائحة الكراهيه بدأت تطل على الارجاء هنا وهناك ، تجدها في المقالات والبوستات والاحاديث المسجله ، وفي الفضائيات وفي وسائل التواصل الاجتماعي . فهناك من يبدو وكأن له ثأراً مع كل مسؤول ، وهناك من يبدو وكأن ثأره مع كل من جدّ فوجد رزقه عند الله ، وهناك من يتنكر لأمانة المسؤولية الرسمية التي انيطت به . وهناك ابواق مأجورة تنفث سمومها من خارج الوطن فتجد من يصدقها في داخله .
ديرو بالكو على الاردن حتى لا تفقدوا وطنكم . هذا ما يقوله اليوم السوري والعراقي واليمني والليبي واللبناني . ودعوه يخرج من محنته بسلام كما اعتاد وكما اعتدتم .