إستراتيجيات لا فزعات في زمن كورونا
أ.د.محمد طالب عبيدات
18-07-2020 12:16 AM
كنتيجة لجائحة كورونا بان العالم بأسره يئن إقتصادياً وتنموياً؛ وحيث أن كلنا نؤمن بأن الخُطى الإستراتيجية لأي قطاع مباركة ومنظّمة ومُجدولة ومرتبطة بأهداف قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد؛ ولها مؤشرات قياس قابلة للتطبيق وفق خطط تنفيذية؛ بيد أن الفزعات عبارة عن 'إطفاء حرائق' هنا وهناك ولا تُسمن ولا تغني من جوع؛ فلا بُدّ من وضع الإستراتيجيات المرتبطة بالخطط التنفيذية الواضحة:
1. الأردن بلد طاقاته فوق الأرض وليس تحتها؛ ولديه القوى البشرية الكفؤة والمتميزة على مستوى العالم؛ فمطلوب الإستثمار في هذه الكفاءات بدلاً إقصاءها أو تحييدها أو تجاهلها أو هجرتها.
2. كنتيجة للوضع الإقتصادي والظرف الصعب الذي تمر به الأردن والمنطقة هنالك قطاعات بعينها باتت تعاني وتئن للعيان مثل قطاعات الإسكان والإنشاءات والإستثمارات والتجارة والصناعة والنقل والعمالة وغيرها الكثير.
3. لا يمكن أن نبقى نتعامل مع كل قطاع بطُرق 'الترقيع' أو 'العمل بالقطعة'؛ ولهذا فمطلوب حلول إستراتيجية خلّاقة لتبقى هذه القطاعات منتجة ومساهمة في النمو الإقتصادي ولها قيم مضافة.
4. مطلوب من الحكومة التركيز على المشروع النهضوي الذي طلبه جلالة الملك في خطاب التكليف السامي؛ وذلك بتكاملية بين القطاعات المختلفة لإيجاد مشروع وطني طموح يعزز نقاط القوة والفرص المتاحة ويحل مشاكل التحديات ونقاط الضعف.
5. مطلوب تشغيل شباب الوطن الذين باتوا يشكون مرارة البطالة؛ وذلك ليس بحلول فزعوية أحادية الجانب؛ لكن وفق خطة إستراتيجية مُحكمة أساسها الفرص الإقتصادية الصغيرة والمتوسطة وبالتعاون بين القطاعين العام والخاص.
6. الوطن اليوم بحاجة لطاقات كل مواطنيه الشرفاء ليساهموا وفق قدراتهم لإستمطار أفكار خلّاقة لتشغيل الشباب وتعزيز الفرص الإستثمارية لخلق فرص العمل.
7. مطلوب خطط قصيرة ومتوسطة وطويلة الأمد لتشغيل الشباب للإستثمار بطاقاتهم بدلاً من أن يكونوا عالة وعبء على الوطن.
8. نحتاج لمطبخ سياسات إقتصادي عابر للحكومات ويعمل على مدار الساعة لمواجهة التحديات الإقتصادية وإجترار الحلول الإبداعية لخلق فرص العمل من خلال تشجيع الإستثمار المحلي والأجنبي لتسويق الأردن إستثمارياً وإقتصادياً وتنموياً.
9. نحتاج لجرأة إتخاذ القرار لتشجيع القطاع الخاص وخلق الفرص الإستثمارية والبيئات الحاضنة لذلك؛ ونحتاج التركيز على القطاعات الواعدة بعينها.
10. مطلوب وقف كل الفزعويات بالتعيينات التي تتم من خلال الواسطات والمحسوبيات؛ بالمقابل تعزيز مبادىء العدالة وتكافؤ الفرص والتنافسية.
11. مطلوب التشبيك المؤسسي لا العزف على وتر الفردية؛ ومطلوب المزيد من الأعمال المؤسسية لا الفردية أو الشوفانية.
بصراحة: في زمن كورونا الحلول المجتزأة لا تغني ولا تُسمن من جوع؛ فالشباب بإنتظار أن نضع على النار خطط وإستراتيجيات قابلة للتطبيق لتؤتي أُكلها وتثمر فرص عمل وتشغيل لهم.
صباح الوطن الجميل