*إلى بترا في عيدها: سينظم الزملاء طوقاً من الزهور والحب ثم يلفونه بخشوع حول عنقك
تتهيأ بترا اليوم لاستقبال المهنئين بعيدها الحادي والخمسين وسط تحديات ثقيلة لا تنفك تطل برأسها كل صباح على الزملاء والزميلات الذين أفنوا زهرة شبابهم لتبقى "بترا" مصدراً لا ينضب للخبر والمعلومة.
آمنا برسالة "بترا" وبرؤاها القيمية؛ فصغنا معها وبها مشهداً إعلامياً منحازاً للإنسان وعصب المهنة، في مواصلة لمشوار مهني، يسعى لتحقيق أفضل المعايير المهنية، في متابعة قضايا المجتمع بالاستناد إلى الإبداع والمسؤولية في معالجة القضايا الوطنية على اتساعها.
ظلت بترا طوال أزيد من خمسة عقود من مسيرتها المهنية موثقة وراصدة ومعالجة لكل ما يحدث على ساحتنا المحلية والعربية والعالمية، ما كرس وجودها جوهرة إعلامية لا ينكر دورها الوطني إلا جاحد.
وأنا أستحضر شريط الذكريات والخبرة في بيت بترا، تأخذني تفاصيل كثيرة كان مكانها ذلك الصرح الممدود، وكان شخوصها زملاء نذروا أنفسهم للمهنة والعطاء، من دون الانغماس في اصطفافات ضيقة، وحسابات مصلحية، فسقوا بحبات عرقهم سنبلة قمح من حرف وصورة.
بجهدهم ووعيهم ظلت بترا مرفوعة الرأس، كريمة حد السخاء، لا تعرف إلا الأردن بوصلة وإطاراً، وصرنا معها عصافير ننشد الأفكار، ثم نعمّدها قصة إخبارية تعالج مرة وفي الأخرى تنتقد.
بهذا النفس صارت "بترا" حبيبة الروح، صارت كالشمس وأكثر، فلا أحد اليوم يستطيع منعها من مواصلة تقدمها بعد ان نفذت إلى البيوت والمؤسسات كما نفذت إلى القلوب والأرواح.
يا بترا..سينظم الزملاء طوقاً من الزهور والحب، ثم يلفونه بخشوع حول عنقك، وسيشعلون قناديل من عزة في حضرتك، فأنت رشة من عطر نتنفسه كل صباح .