الهند تشهد إقبالاً على العلاج بالبلازما .. فهل ثبتت فاعليته؟
15-07-2020 11:06 PM
عمون - منذ بدء استشراء وباء «كورونا» هرع الكثيرون إلى التبرع ببلازما الدم بأعداد كبيرة على أمل أن يساعد المرضى الآخرين على التعافي من الفيروس.
ولم يجد الخبراء أدلة تقوم حجة على أن استخدام بلازما المتعافين قد أعطى نتائج جيدة. وكانت الصين أول دولة قامت باستخدام بلازما المتعافين في علاج حالات الإصابة بـ «كورونا»، حيث بدأ الأطباء الصينيون في تجربة بلازما النقاهة لحالات عدوى الفيروس في يناير الماضي، وفقاً لموقع «يورو نيوز».
وفي دراسة نُشرت في أبريل بدورية وقائع الأكاديمية العلمية الأمريكية، أفاد الباحثون بأن 10 من أصل 10 متلقين للبلازما تحسنوا، في حين مات 3 من كل 10 في عناصر التحكم المتطابقة، وهم أشخاص لديهم نفس الخصائص ولم يتلقوا العلاج بالبلازما، كما نُشرت دراسات صغيرة أخرى واعدة في كل من الصين وإيطاليا وأماكن أخرى.
بالرغم من النهج الحذر حيال علاج مصابي «كورونا ببلازما الدم»، شهد الطلب على بلازما المتعافين في الهند ارتفاعاً حاداً خلال الأسابيع القليلة الماضية. وفي حين تعاملت أغلب الدول مع هذا النوع من العلاج بحذر، يبدو أن الهند ليست فقط مؤمنة به، لكنّ السياسيين هناك يروّجون له على أنه علاج ينقذ حياة المرضى، ويضع هذا النهج في التعامل مع العلاج بالبلازما الأطباء هناك تحت ضغط مستمر.
تشجيع قوي
وتنقل شبكة «عصب» الدولية عن سوشيلا كاتاريا، رئيسة قسم الرعاية الفائقة في مستشفى ميدانتا، أن المزيد من المرضى وأقربائهم يطلبون الآن العلاج بالبلازما. وتضيف إن «الكثيرين يشجعون بقوة» على استخدام هذا العلاج ويتعاملون معه على أنه معتمد، مؤكدة أن «الأطباء فقط هم من يتخذون هذه القرارات، نحن نستخدم هذا العلاج في المستشفى التي نعمل فيها حسب وضع كل حالة على حدة، ولا يمكننا أن نصفه لكل المرضى».
وتطالب ولايات هندية المستشفيات بالمشاركة في التجارب السريرية، لكن بعض المستشفيات كانت متحمسة بصورة أكبر. فلم تكتفِ ولايتا دلهي وماهاراشترا، وهما أكثر ولايتين في الهند تضرراً من الفيروس، بدعم هذا النوع من العلاج، لكنهما أنشأتا أيضاً بنوكاً لبلازما الدم. ويصف الأطباء هذه الطريقة العلاجية لحالات يعاني أصحابها أعراضاً بسيطة للفيروس، عندما لا يظهرون تحسناً بعد استخدام علاجات أخرى.
وتُجرى عشرات الدراسات حول هذا النوع من العلاج، لكن خبراء يؤكدون أنه ليس حلاً سحرياً، كما لم يرفض أي من الأطباء حول العالم هذه الطريقة العلاجية، لكنهم يرون أن النتائج الأولية لهذه الدراسات ليست حاسمة.
تجارب سابقة
استخدم علاج المتعافين لأول مرة مع شابة أصيبت بـ «الإيبولا» في جمهورية الكونغو الديمقراطية (زائير سابقاً) في عام 1976 وهي السنة التي ظهر فيها الفيروس لأول مرة. وتم علاج الشابة باستخدام بلازما شخص آخر نجا من الإصابة بفيروس ماربورغ الذي يرتبط ارتباطاً وثيقاً بالإيبولا. وقد كان النزف السريري لديها أقل من سائر المرضى المصابين بالإيبولا، ولكنها توفيت في غضون أيام.
ورأى الدكتور شموئيل شوهام من جامعة جونز هوبكنز: «بصيص أمل»، مضيفاً أنه ينبغي «إجراء اختبارات أكثر صرامة للعلاج بالبلازما» ويتساءل عن جدوى إعطاء الناجين حقن البلازما مباشرة بعد التعرض الشديد للمخاطر المتعلقة بالفيروس للقضاء على المرض؟
يعتمد حجم التبرع بالبلازما على وزن المتبرع، ولكنه يتراوح عادة بين 690 و880 ملليلتر في الولايات المتحدة، وتكفي بالكاد مريضاً واحداً أو مريضين على الأكثر.
يقول د.شوهام، «إن الباحثين في جامعة هوبكنز وبالإضافة إلى 15 مختبراً آخرين سيعتمدون في تجاربهم المستقبلية على العاملين في قطاعات الصحة والمقيمين في دور رعاية المسنين».
وتقوم الدراسة التي يقودها شوهام على تعيين 150 متطوعاً بشكل عشوائي للحصول على إما البلازما من الناجين من «كورونا» التي تحتوي على أجسام مضادة لمحاربة الفيروسات التاجية أو البلازما العادية، مثل تلك المستخدمة بشكل اعتيادي في المستشفيات. وبناء على ذلك سيتعقب العلماء المرضى عن كثب لملاحظة أوجه الاختلاف بعد عمليات الحقن بالبلازما.(وكالات)