معان العاصمة الاولى ومهد الصحافة الاردنية
15-07-2020 12:33 PM
عمون – محمد الخوالدة - تعتبر مدينة معان التي يعود زمن نشاتها لعهد الدولة المعينية قبل زهاء 1200 عام قبل الميلاد من ابرز المدن الاردنية تاريخا ومن ابهاها موقعا وميزة جمالية، لتزداد المدينة اهمية عند استقبالها عام 1920 للامير عبدالله بن الحسين عند انطلاق الثورة العربية الكبرى، لتكون معان عاصمة الاردن الاولي وفيها صدرت ايضا اول صحيفة اردنية " الحق يعلو".
في الجانب التراثي الذي يسجل لاهمية المدينة التاريخية يمكن الاشارة للعديد من المواقع التي تسجل لذلك ، فمن ابرز الاثار القائمة في المدينة منها (السرايا) او قلعة معان وبركة الحمام شرق المدينة التي كانت تجمع فيها المياه القادمة من جبال الشراة عبر قنوات لا يزال اكثرها ماثلا للعيان، وكانت المياه المجمعة تروي بساتين وكروم المنطقة في قسميها المتعارف عليهما الحجازي والشامي.
وابرز اثار معان الملفتة موقع القناطر والتي ازيلت في قرار جائر في سبعينيات القرن الماضي مما افقد معان اجمل واروع اثارها وادعاها للمشاهدة، بنيت القناطر على شكل اقواس تعطي مشهدا لا احلى، فالمار عبرها يقطع مسافة زهاء 500 متر لا يرى خلال السير فيها الشمس ليفتاجأ بعد قطع تلك المسافة بمراى السرايا او (قلعة معان)، ومن المواقع الاثرية ايضا قصر البنت الذي ظل قائما حتى نهاية سبعينيات القرن الماضي قبل ان يهدم ايضا بقرار جائر بحثا عن لقى اثرية وذهبية لتستخدم حجارته تاليا لاغراض العمارة.
ومن المواقع الاثرية الهامة بمدينة معان كذلك قصر الملك عبدالله الذي اتخذه الامير عند دخول جيش الثورة العربية الكبرى للمدينة مقرا له، ولا زال هذا القصر الذي شهد في ذلك الحين اتخاذ العديد من القرارات المؤثرة في بناء الدولة الاردنية الحديثة، ويعد هذا القصر حاليا من اميز المواقع التي تستحث القادمين للمدينة لزيارتها فقد حول الى متحف يسجل لتاريخ المدينة وارثها الحضاري.
في الجانب الجمالي تشتهر معان ببساتينها التي تقع في منطقتين تحيطان بالمدينة شمالا وجنوبا، وتنقسم الى بساتين معان الحجازية جنوب المدينة وبساتين معان الشامية شمال المدينة، وتشكل هذه البساتين متنفسا وحيدا للمتنزهين من ابناء المدينة وضيوفها، وتسقى هذه البساتين من ابار وعيون وينابيع مياه عديدة، ابرزها بئر الطاحونة الذي يوصف بمياهه الغزيرة، وقد عملت بلدية المدينة على تطويره وتوسيعه ليكفي احتياجات سكان معان من المياه، وهناك نبع الضواوي الذي يحسب كنبعة رومانية وسمي بهذا الاسم لصفاء مياهه، وقد تعرض هذا النبع للخراب في سيل معان الشهير الجارف عام 1966، ولم تجر صيانته بعد ذلك، ثم عين سويلم التي لا زالت للان مصدرا لري بساتين معان الحجازية، وعين النجاصة وهي عين قديمة اتى على ذكرها الرحالة جورج فالين الذي زار المدينة انذاك، وهناك ايضا عين الغدير، وبئر المزراب، وبئر الخماسي الذي خرج من الخدمة بسبب سيل معان المشار اليه انفا.