قد تكون هناك أسباب منطقية لانخفاض أرباح البوتاس والفوسفات، منها الأزمة الاقتصادية الدولية، ومنها هبوط أسعار الأسمدة الكيماوية، لكن الذي يثير الاهتمام هو نسبة الهبوط مما يجعلنا نتساءل: هل تراجعت زراعة الهند والصين وتايلند واليابان واندونيسيا إلى هذا الحد؟!.
- بالأرقام تدهورت أرباح البوتاس العام الفائت إلى 8ر131 مليون دينار، من أرباح بلغت 4ر311 مليون عام 2008. وتراجعت أرباح الفوسفات هي الأخرى بنسبة 61%، فبلغت أرباح العام الفائت 9ر92 مليون دينار. في حين بلغت عام 2008 رقماً مهولاً يوازي 6ر228 مليون دينار!.
والأرقام تثير الشهية، ونحن نبلع حسك العجز في موازنة الدولة: هل كان من الضروري بيع حصص الحكومة لشركات ومؤسسات أجنبية في هاتين الشركتين؟؟. كم كانت قيم الخصخصة، وما نسبتها مع الأرباح حتى الارباح المتدنية للعام الفائت؟!.
طبعاً، لا معنى للحزن على الحليب المراق – كما يقولون – لكن هذه المؤسسات الاستراتيجية في اقتصادنا الوطني ما كان يجب أن نفرط فيها.. خاصة واننا اقمناها بحرِّ مالنا، وبحرِّ المال العربي المشارك فنحن نفهم أسباب دخولنا في شراكة تعدين اليورانيوم أو تطوير حقول الغاز، أو حتى تنقية مياه مجاري عمان والزرقاء، لأن الدولة لا تملك أرقاماً فلكية.. وخاصة استغلال الصخر الزيتي، أو ايصال مياه الديسي إلى عمان!!. لكننا لا نفهم لماذا نبيع مشروعات ناجحة، دفعنا كلفة تأسيسها وتشغيلها!!.
وطالما أن الكلام هو الكلام عن معالجة أزمتنا المالية، وعجز الموازنة، فإننا نسأل: إذا كانت الدولة اقامت مطار الملكة علياء ودون قرش دين واحد، فلماذا لا نسمح للدولة بدخل المطار، وتبرعنا به لشركة تستعمل أبنية وخدمات المطار.. وتلم الريع قبل أن تستثمر قرشاً واحداً في المطار؟!. وكيف نسمح لأنفسنا أن نترك الشركة الفرنسية ترفع أسعار الإيجارات وخدمة شركات الطيران وتحاول ان تقاسمها أرباحها.. قبل أن تقيم المطار وقبل أن يبدأ «تملكها» له طيلة ربع القرن القادم؟؟.
- نتحدث عن الشفافية؟!.
- نعم. وعلى وزارة النقل أن تقول لنا: بأي حق تأخذ شركة المطار الفرنسية أجوراً لبناء لم تقم بانفاق قرش واحد عليه؟!.
- ترى كم مرة وردت عبارة قرش واحد في كلامنا؟؟.
- ثلاث مرات، فالقرش مهم في حياتنا لأنه حين يعني كل مواطن، فإن الرقم يصل إلى ستة ملايين قرش في اليوم. ويصل إلى 57 مليوناً في العام، و285 مليوناً حتى الإنتهاء من بناء المطار. علماً اننا بدأنا بقرش واحد للمواطن الواحد. تماماً كالصوت الواحد للمواطن الواحد!!.
الراي.