«الإنسان أغلى ما نملك» .. حالة أردنية
نيفين عبد الهادي
15-07-2020 12:07 AM
ينظر الكثير من دول العالم للأردن بأكثر من عين، وبأكثر من رؤية، باحثين عن سر نجاحاته المتتالية، التي يصنعها بشكل متتال، وبطبيعة الحال لا يغيب عن تلك الرؤى الاستغراب والسر وراء هذه الحالة المثالية على كافة الأصعدة، ربما لا يرد لذهن أحدهم أن الأردن يعدّ أغلى دولة في العالم رغم ما يبدو للجميع أنه أفقرها وأقلها امكانيات؛ إذ يكمن هذا الثراء بالمواطن الأردني الذي يعدّ ثروة حقيقية تقود دوما لمنتج يليق بالأردن.
المواطن، والإنسان، في الأردن، هذا هو السر الحقيقي وراء نجاحات هذا البلد الصغير جغرافيا، وقليل ومحدود الإمكانيات؛ إذ كان هناك حرص دائم على جعل المواطن أولوية من القيادة ورأس الهرم في الدولة، ليكون ثروة وطن بحرفيّة هذا المعنى، ففي ظل صعوبات وتحديات تواجه وطنا شاءت له الأقدار أن يكون محدود الإمكانيات، ويعيش في منطقة مزدحمة بالإضطرابات، توجّهت بوصلة الاهتمام على المواطن؛ لأنه هو كنز هذا الوطن وثروته.
جلالة الملك عبد الله الثاني خلال لقائه وجهاء وشخصيات من محافظات عدّة في قصر الحسينية مطلع الأسبوع الحالي، أكد أن «الإنسان أغلى ما نملك» هي أولوية استراتيجية القيادة الأردنية»، نعم فالإنسان هو ركيزة البناء الأردني، وأساس وجهة بوصلة العمل الوطني لغد مليء بالتطور والحداثة والنجاحات على كافة الأصعدة، ففي كلمة جلالته الوصفة الأردنية السحرية ليكون دوما بأفضل حال.
جلالة الملك في اللقاء ذاته أعرب «عن اعتزازه بالشعب الأردني على التزامه خلال جائحة كورونا» وقال جلالته «كل الشكر والتقدير لشعبنا، لقد كانت استراتيجيتنا خلال الأزمة مبنية على ما تحدّث به جلالة سيدنا الله يرحمه أن الإنسان أغلى ما نملك، فهذه أولوية استراتيجية القيادة الأردنية»، ولم تكن المرة الأولى التي يشكر بها جلالته المواطن، كما لن تكون الأخيرة دون أدنى شك؛ لإيمان جلالته بأن المواطن هو يوم الوطن وغده، كما كان دوما ماضيه وتاريخه.
«الإنسان أغلى ما نملك»، حالة أردنية، جعلت من الإنسان ثروة وطن، ولبِنة أساسية لبناء غده، والسبب الحقيقي وراء كل ما نراه ويراه العالم من نجاحات، هو حسم الملك عندما يؤكد «أن الإنسان أغلى ما نملك» أولوية استراتيجية للقيادة الأردنية، وعندما يكون الإنسان والمواطن أولوية لدى القيادة فنحن عندها نتحدث عن وطن مختلف، عملاق بمنجزاته وادارته لكافة أموره وأزماته، والأقدر على تجاوز كافة ظروفه بايجابية ونجاح وتفوّق على الذات والظرف.
الأردن، تحت مجهر العالم يعدّ اليوم دولة كبيرة، نموذجية مثالية تحديدا في إدارتها لأزمة كورونا، ولعلّ الجواب الذي يختصر قصة هذا النجاح هو ما أكده جلالة الملك قبل أيام بأن الإنسان أولوية عند القيادة، وعندما تبنى الدول على الاهتمام بالمواطن وجعله أولوية حتما نحن عندها نقول بأن النجاح مؤكد وأن الانتصار على أي ظرف حتمي، وعندها أيضا نقول نحن في الأردن، فهذه الحالة علامة أردنية مسجلة.
الدستور