فلنتوكل على الله ونذهب إلى الإنتخابات
شحاده أبو بقر
14-07-2020 03:37 PM
أعلن جلالة الملك رأس الدولة وحامي الدستور أن الإنتخابات النيابية ستجرى هذا العام, ثم جاءت جائحة كورونا التي أجزم أننا كنا وما زلنا الدولة الأكفأ في مواجهتها وسنبقى بإذن الله, فأرجأت حتى الآن البت في هذا الأستحقاق الوطني الأهم في مسيرة الدولة والوطن.
لو نظرنا حولنا وبعيدا عنا لوجدنا أن واقعنا الوبائي مطمئن والحمدلله أولا , ثم الشكر لسائر مؤسساتنا التي قاد الملك شخصيا جهودها في التصدي والمواجهة, وبالذت الجيش والأجهزة الطبية والأمنية وتعاون وإلتزام شعبنا الكريم كله بلا إستثناء.
هذا واقع طيب يحثنا لأن نتوكل على الله ونذهب إلى الدخول في في مجريات "المعركة" الإنتخابية إن جاز التعبير.
الإنتخابات إستحقاق دستوري وطني كبير من شأنه تحسين المزاج العام لشعبنا وتحريك عجلة إقتصادنا محليا لأكثر من خمسة شهور لا بد وأن يتقرر مصير كورونا خلالها عالميا, خاصة وأن إقتصادنا الخارجي يعاني حاليا.
وإنتخاباتنا تأتي هذه المرة في وقت إقليمي حرج سياسيا وحتى عسكريا وإقتصاديا, وهي فرصة مهمة نفتح فيها الأبواب واسعة لشعبنا للتلاقي على محبة الوطن والتعبير وعالميا عن التشبث بالوطن ورفض أية مخططات معادية لوجوده وأمنه وإستقراره, والتعبير عن نصرة فلسطين وقضيتها والقدس وحرمتها, وبأساليب حضارية راقية وذات أثر تتناقله وسائل الإعلام وسفارات العالم وتقاريرها لسائر الدول النافذة على هذا الكوكب.
أجزم أن الذهاب إلى الإنتخابات الآن سيضع حدا للحيرة الشعبية والتساؤلات عن المستقبل وسينهي كل أشكال الغموض والضبابية في المشهد الوطني العام.
يمكننا والقرار لجلالة الملك رأس الدولة قائد الوطن وتقديراته بالطبع , أن نحل المجلس الآن ونذهب إلى إنتخابات قبيل منتصف تشرين الثاني لتبدأ الدورة العادية مطلع كانون أول وفقا للدستور الذي يجيز للملك ذلك.
هذا رأي قابل لنقاش عاجل إن أمكن , وإن إستقر فبمقدور الهيئة المختصة أن تعلن تعليماتها بالتعاون مع وزارة الصحة ومركز إدارة الأزمات وتشترط التقيد بها من أجل السلامة العامة بإذن الله .
قبل أن أنصرف التغيير من سنن الحياة المحببة التي تأتي بدماء جديدة وقادة رأي عام جدد ينضمون إلى الجيل الحالي وفقا لمبدأ التداخل بين الأجيال , ناهيك عن أن التغيير والتجديد في كل شيء يريح النفوس ويحسن المزاج العام المتعكر , حتى لو كان تغيير اللباس والسكن والوظيفة فالرتابة قاتلة للإبداع وإن إستفحلت فلا خير يرجى منها , هذا فضلا عن أنها " الإنتخابات " تعطي لمراكز القرار صورة حقيقية لا لبس فيها عن الأوضاع العامة في البلاد ونبض الشارع وتوجهات المجتمع , وفي ذلك فائدة كبرى تحدد شكل ومضمون القرار , أي قرار, في المستقبل . والله من وراء قصدي .